يوميّة (5) (سيمفونية إخلاص أعمى ومطاردة التنين ولوحة موزاييك..)

“أبداً لا تُعْمِني، لا تكن لصاً أحمق (أنا كذلك؟!)، لا تجلب لنفسكَ الحزن.. أبداً لا تُعْمِني، أبداً لا تخدع عقلي (هل فعلت؟!)، أبداً لا تظن أنك تستطيع أن تكذب عليّ.. (هل كذبت؟!) “

مستهلّ الأغنية التي أفتتح بها الصباح.. سيمفونية من موسيقى الميتال لفرقة تُدعى (إيبيكا Epica).. غريب بالنسبة لي أن أبدأ اليوم بهذا النوع من الموسيقى، حين تختلط موسيقى السيمفونيات والأصوات الأوبرالية مع لمحات من أصوات وأوتار الميتال.. الحقّ أنه مزيج عبقري جداً، ربما يليق للمساء أكثر من الآن لكن مزاجي غريب اليوم فعلاً، وأجد في هذه متعة غريبة..!

 

نسكافيه وتدوين ومحادثة مع صديق كان قد اختفى من الفيسبوك يوماً ونصف ثم عاد، ومقطوعة أخرى لإيبيكا.. (مطاردة التنين).. لا تتحدّث الأغنية عن أي تنانين ولا أفهم سبب التسمية، لكني أستمتع بغضّ النظر..

الجمعة.. لا أحبّ يوم الجمعة.. سيبدو هذا غريباً وسيسمعني أحدهم رأياً في أن “الجمعة أفضل أيام الله” وفي أفضال يوم الجمعة كلها التي أعرفها كظهر يدي.. هو أفضل أيام الله لا أمانع ولا أجهل، لكن هو ليس أفضل أيامي أنا وليس المفضل عندي على الإطلاق، الأسباب عديدة وبعضها ترسبات ماضية لا أكثر، لا سبب فعلي يجعلني لا أحبّ الجمعة.. لكنني –ببساطة- لا أحبه..!

 

هدوء شامل لا يقطعه سوى صوت سيارة مارّة بين الحين والآخر وتنفيض بعض سجاجيد في العمائر المجاورة، وتفكيري فيما سأدرس اليوم.. يُفتَرضُ بي الذهاب لمنزل صديقي للدراسة طوال اليوم.. الحقيقة أنني بدأتُ أكتشف في نفسي أشياء غريبة لم أكن أعرفها طول سنوات طويلة من المذاكرة: أحفظ المواد بشكل أفضل حين أتلوها بصوت عالٍ، وأذاكر أفضل بمراحل حين أذاكر برفقة صديق..! أعتقد أن الحال قد يكون أفضل هذا العام.

 

يضايقني كثيراً البعض الذين ينظرونَ إليّ بإكبار وإعجاب مبالغ فيه مهما كان السبب، حتى لو كانت أختي الصغرى.. أحترم لهم شعورهم وأقدره كثيراً، لكن الإكبار المبالغ ذاك يشعرني باختلاف وبُعد عنهم لا داعي له، ولأسباب لا تستحقّ، كتابات أو سماعيات أو غيره.. لا أريد أن أبتعد عنهم أكثر مما أنا بعيد بالفعل.. أُقصي نفسي أحياناً بإرادة أو بدون إرادة وأريد تقصير المسافات، ولا أريد أن يُبعدوني لأي سبب.. حقاً..!

 

يبنيكَ الآخرون والأشياء.. حقيقة لا تحاول أن تُنْكرها.. كل كلمة مع أصدقائك، كلّ كتاب وكل تدوينة وكل كلمة كتبتها وكل مقطوعة موسيقية هادئة وكل محادثة إنترنتية وكل مكالمة هاتف، وكل مسرحية وفيلم وكل موقف لك مع أبيك أو أمك وحتى تأثرك بهذين الأخيرين في طريقة كلامهم أو تأثرك بغيرهم.. يبنيكَ الآخرون والأشياء.. لا عيب في هذا..

لكن، لا تدعهم يبنوك بإرادتهم طويلاً.. اختر أنتَ مِم تبني نفسك واختر كيف تكون صورتك النهائية.. ابتكر لك أسلوباً خاصاً في الحياة.. لن أقول أن الأمر صعب، لكنه طريق حياة تتخذه لتجد طريقة حياتك.. وصدقاً الأمر يستحقّ أي شئ تفعله. رائع أن تكون لكَ طريقتك الخاصة في القتال بالسيف وإن اختلفت عن غيرك.. سينظرون شذراً وسيهزون أكتافهم ويرحلون، وربما يبقى بعضهم ويعترف بك ويتدرب معك على القتال ويبتكر أسلوبه الخاص، وربما تسيرون معاً في الطريق..

صدقني، مؤلم أن تدع الآخرين يبنوك، مؤلم أن تتذكر أنك شظايا موزاييك تجمعت فيما يشبه لوحة عديمة الملامح، وأنك لا تملك حق تشكيلك..! انتزع ذلك الحق وقاتل وكن لوحتك، انتزع ما أردت من الشظايا أو أضف ما أردت، هي لوحتك وأنت من سيُسْأل..!

 

لا أحب حين أجد شخصاً عزيزاً قد اختفى فجأة من الفيس بوك ودون إنذار.. لا أحبّ ذلك حقاً..

 

ربما أنا العبيط الوحيد في العالم الذي يستمع إلى أغاني ميتال سيمفوني بصوت عالٍ في الشارع بينما يذهب لشراء فول وطعمية، ويستمع إليه محاولاً ترديد الكلمات اللاتينية أو الغاليّة خلال الأغنية، ويستمع إلى ميتال سيمفوني باستمتاع شديد من الأساس.. لكن، أحب ذلك :)

 

أخبرني صديقي العيص بالأمس أن “الوكيلية صارت أسلوب حياة”.. الحقيقة أنني رغم إنكاري المبدئي للعبارة لاستقلال بالذات، لكنها أرضت جزءاً ما بداخلي.. أسعدتني كثيراً.. نعم، لوحتي العجيبة تتشكّل.. وسيراها العالم! :)

 

إفطار وميتال سيمفوني وأصدقاء، ويوم جمعة آخر لا أحبّه لكن مضطر لأن أعيشه..

 

 

“If he is your moon, I will be your Earth, to which you can return, Safely or injured..!”

Epica – The Obsessive Devotion

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

يوميّة (4) (لا صلاة للمحتضرين..)

تلك اللحظة التي تجد فيها أنك بحاجة لتغيير، ربما تغيير مكان أو تغيير نشاطات أو تغيير أصدقاء حتى ربما، فقط لتفاجأ بأن التغيير الوحيد الذي سيرضيك هو أن تنسلخ من جلدك ولحمك وعظامك وتنتقل إلى جسد جديد ربما بظروف جديدة وحياة جديدة تماماً..!

لا شئ آخر سوى التفاصيل المعتادة، تدوين ومحادثة فيسبوكية ونسكافيه، وأغنية بعينها للعذراء الحديدية، (لا صلاة للمحتضر No Prayer for the dying).. لسبب ما أجد في نفسي رغبة محمومة لأن أستمع لشئ سريع قوي هذا الصباح.. ربما لأنني لم أستيقظ مبكراً كالأيام الثلاثة الفائتة ففات وقت الاستماع لأي شئ هادئ..

 

حسناً.. المطرب ها هنا يدخل في حوار فلسفي وجودي مع النفس ثم مع الله، يستعيد ذكريات زمن مضى حاول فيه إيجاد إجابات لأسئلة عن سبب حياته ووجوده، وعما إذا كانت أحلامه ستتحقق، ثم يختتم الأغنية بصلاة مباشرة لله أن يمنحه إجابات لكل هذا.. إجابات.. (لا صلاة للمحتضر).. ربما هو يحتضر فعلاً وما يزال يبحث عن تلك الإجابات فيجيبه عنوان الأغنية أن لا.. ربما هو من اليأس لدرجة أن صلواته لن تُجَابَ كأنه ميت بالفعل.

يدهشني كيف أن موسيقى الميتال أحياناً تكون من العبقرية لدرجة أنها تتحدث بلساني..

(لا صلاة للمحتضر).. تليق جداً في ظرف وحالة نفسية كهذه.. وجدتُ الكثير من إجاباتي بالفعل، غير أنها لن تزالَ منقوصة ما لم أجد جواباً للسؤال الأساسي..!

 

لم أقس ضغط دمي اليوم بعد، والحقيقة لا أحتاج.. الصداع يفترس رأسي فعلاً ولن يكون صعباً تخمين الرقمين الأعلى والأسفل في حالتي هذه.. حتى إنني أشعر أن عينيّ ستنفجران قريباً، ربما سيكون هذا أفضل فلن أضطر لدخول اختبار الرمد القادم، وربما أموت من النزيف أو يحدث أي عَرَض أقوى يقعدني فراشي.. سيكون فعلاً من سخرية القدر أن تنفجر عينيّ من ارتفاع ضغط الدم قبل أسبوع من اختبار الرمد وقبل حتى أن أراجع علاج ارتفاع ضغط العين! مدهش حقاً في الواقع!

 

أحياناً تكون في حاجة لأن تمسك بوجه الذي يحادثك لتدفن رأسه في أقرب جدار أو في الأرض فقط لتطالبه أن يخرس.. أحياناً تحتاج فقط من مواجهك أن يخرس، يخرس فقط.. لا شئ شخصي داخلك ضده ولا كراهة ولا إهانة له ولا لك، فقط.. أن يخرس.. تلك الحالة حين لا تكون المواساة عديمة المعنى وربما تضيف إلى الضغط داخلك أكثر بلا سبب واضح..

تشعر أن رأسك سينفجر حقاً لا مجازاً، وتدرك أن يومك اليوم ثقيل فيتزايد الضغط داخل رأسك، وتحاول تجاهل الأمر والتركيز في شئ آخر وربما ان تغير أغنية (العذراء الحديدية) الحالية.. تتزايد داخلك الأسئلة ويتراكم معها الإحباط الذي سيُنجِبُ قريباً اكتئاباً، وتحاول أن تكتفي بما كتبتَ الآن قبل أن ينفجر رأسك ويتناثر دمك على حاسبك المحمول، فربما تأتي أختك الصغرى وتصرخ بجثتك الهامدة لأنك أفسدت حاسبها المحمول المفضل بدمك “أيها المهمل” وتزيح الجثة جانباً وتحاول في هلع تنظيف الحاسب قبل أن يفسد تماماً..

 

لم يعد يهم..

 

“God give me answers to my dreams.. God give me answers to my being..”

Iron Maiden – No Prayer for the Dying

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

يوميّة (3) (الذي لا يُرَى والفقد والصمت والولادة من جديد..)

تكرار التفاصيل، وإدراكك أن –حقاً- لا جديد مطلقاً في يومك إلا ما تختار من موسيقى لتستمع.. خلفية صوتية مهمة جداً لا غنى عنها، خاصة في غابة خرسانية كتلك التي أحيا فيها، لا صوت فيها لعصفور يوحد الله يشعرك أن العالم ليس بهذه القسوة..

ثم تلك الحيرة السخيفة في اختيار موسيقاي.. أفهم تماماً أن حسن اختيار الموسيقى يغير شكل اليوم تماماً بطريقة ما، فأحرص على اختيار شئ محفّز نوعاً ما لائق على هدوء هذا الوقت الروحاني من الصباح.. لا أجد لديّ أفضل من (سكيليت Skillet) فرقة موسيقى الميتال المسيحي كما يسمونه.. لا يوجد ميتال إسلامي بالطبع بل إن بعضهم يتم تكفيره في الأساس فلا أجد أليق من تلك الفرقة الآن، كلماتهم عامة جداً لا تخص شيئاً بعينه وموسيقاهم مزيج من الهدوء والصخب، لذا هي تليق.. تليق جداً!

كوب النسكافيه المعتاد يفرغ، سكيليت ومحادثة على الفيس بوك الهادئ واسترخاء غير معتاد في جلستي.. ضغط دمي اليوم مرتفع لكن ليس كالأمس، ربما هو في الطبيعي، لم أكن رشيقاً يوماً وارتفاع الضغط من شيم الرجال أمثالي :)) ما يزال أمامي الكثير لأدرسه في الرمد، أتعامل مع الأمر ببرود غريب لا يريحني لكن لا خيار آخر سوى الاستمرار..

 

هدوء.. هدوء مريح مرخٍ للأعصاب بلا حدود.. أغنية (لوسي) تزيد ذلك الشعور.. رجل فقد زوجته ويتحدث إليها عند قبرها بعد أن وضع بعض الأزهار عليه في ذكراها، مخبراً أنه أبداً لم ينسَ اسمها ولا ذكرى مولدها أو وفاتها.. الفقد.. الفقد..

هل تفهم معنى الفقد..؟ لا أعني أن أحزنك، حقاً، لكن هذا قانون الحياة الذي تعلمته بالطريقة الصعبة.. فقط بالفقد صرتُ أقوى.. فقط بفقد شئ أو شخص غالٍ اكتسبتُ شيئاً لا يقلّ قيمة.. ربما نحن من يحزنُ للفقد لأننا لا ننتبه لما سنكتسب أو ما اكتسبناه بالفعل، ولأننا فقط نتعلق بما فقدنا كأنما ذلك سيعيده.. لا نتتبهُ للقوّة التي اكتسبناها بالفقد والتي ستجعلنا نكسب ما هو أكثر.. ننسى أن عدالة الله في الكون تامة كاملة، كل شئ بمقدار ولن تكسب سوى حين تفقد، ما تدفعه سيعود إليك في صورة أخرى وربما أكثر إن أراد الله بك رحمة.. حتى ظلم البشر ودمارهم وهلاكهم جزاء عادل تماماً لما تكسب أيديهم.. ليس في قانون الحياة ظلم يا رفيق، نحن فقط من يظلم..!

تمرّ في بالي عبارة باولو كويللو القائل أن (أغلب ما فقدتُ في حياتي فقدته لأنني كنتُ أخاف جداً من أن أفقده).. حقيقي.. خوفك على ما تخاف فقده يضعك في الطريق السليم تماماً لتفقده بأسرع ما يمكن.. صدقني، أغلب ما تكسب ستفقد مقابل شئ أفضل فقط إن أردتَ ولم تبقَ متمسكاً كثيراً بما فقدت، لكن حاول أن لا تسرع بالفقد وأن لا تبعد عنك المكسب.. لا تدع الظلام يبتلعك ولا تنسَ أن طريق الحياة اتجاه واحد..!

 

أتمنى أن أرى ذلك الذي لا يُرَى.. أحياناً أتمنى لو أسأله هو كيف يُحِبُّ أن يُعْبَد.. ألف عقيدة يعبده بها البشر وكلٌ يرى نفسه على صواب حتى أنا ولا أجد غضاضة في كون الأمر هكذا، لكن ربما شعوري بأن “هنالك شيئاً ما أكثر” هو دافعي الوحيد لذلك..

 

أحتاج لكثير من الصمت، الانفصال، الحديث مع شخص واحد فقط أحبه.. لا أستطيع أن أنعزل عن البشر تماماً لكني صرتُ أملُّ الحديث مع كثير منهم..

أحياناً أستغربهنّ وأراهن أغرب ما خلق الله.. لكن أبداً لا أستطيع أكرههنّ وفيهنّ أمي وأخواتي وصديقاتي وربما شريكة المستقبل..!

صحتي العامة تتحسّن اليوم ربما.. أظن ان لها علاقة بالنفسيّة، والأخيرة آخذة في التحسن كما أظن.. لا تهمني صحتي الجسدية إلا بمقدار ما تسببُ لي من إزعاج ظاهر، فقط يهمني ما في الأعماق..

 

لا خيار سوى أن أبدأ اليوم بعد قليل، هناك مستقبل ما تبدأ ملامحه بالتشكّل أخيراً، وعليّ أن أساعده كيْ يولَد..

 

“Rebirthing Now..”

“My love is just waiting to turn your tears to Roses..”

Skillet – Rebirthing / Whispers in the Dark

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

 

 

 

يوميّة (2) (بساطة وأصدقاء وموسيقى.. وحكمة)

tumblr_lxl6ccCNCY1qeq0d5o1_500

صباح آخر أستيقظ فيه مبكراً على غير العادة، فقط لأنني لا أحب أن أفوّت هذا الجو العبقري في الفترة بين السادسة صباحاً حتى التاسعة تقريباً، حين يكون هواء الصباح نقياً لدرجة الروحانية، ويكون الهدوء مغرياً لك أن تعتلي سطح المنزل لترقد على ظهرك وتنام بعض الوقت لكن يمنعك الإحراج.. وقت كهذا يكون الأفضل لتفتتح الصباح بتصفح فيسبوك كالعادة، وربما أغنية أخرى لـ(العذراء الحديدية) رغم عدم مناسبتها للجو الروحاني الرائع، لكن من قال أنك كنت عادياً أو طبيعياً في يوم من الأيام؟

 

فيسبوك.. هادئ كجوّ هذا الصباح، بعض كتابات سياسية مبتدئة وبعض التصبيحات والقليل من روابط الموسيقى لرائقي المزاج مثلي.. نسكافيه وتدوين وحاسب محمول، ثلاثي مرح يليق مع بعضه تماماً لأي مدون شاب يحترم نفسه، لا يليق في خيالي أن يكون هناك مدون لا يملك حاسباً محمولاً أو هاتفاً ذكياً على الأقل، ولا أدري السبب ^^

أقيس ضغط دمي للمرة الثالثة منذ الأمس.. مرتفع.. كان منخفضاً جداً بالأمس ولا أفهم سبب الارتفاع المفاجئ.. أخاف أن يتحول معي الموضوع إلى هوس.. لم أهتم يوماً بقياسه، لكن اهتمام البعض بصحتي أكثر مني يجعل منها موضوعاً أكثر أهمية بقليل من تفاهات حياتي اليومية..

 

أصدقاء.. أملك وألتقي كثيراً منهم إلكترونياً وواقعياً.. أعتبر أن وجود أصدقائي في خريطة عالمي عوّض كثيراً عن فقدان أبي.. غرقت أكبر قارة في ذلك العالم، لكن اجتمعت جزر صغيرة لتعوّض ذلك الفراغ الضخم، في كل منها أجد راحة قلب وجسد، تلك الجزر هي هم.. وحين يختفي أحدهم لمرض أو لغياب أو تجاهل أو حتى وفاة، فقد تلاشى جزء من ذلك العالم.. نعم، هم بتلك الأهمية لديّ..

 

أستمتع بالبساطة كثيراً.. أنا بسيط لدرجة التعقيد، تعقيدي هو بساطتي وبساطتي معقّدة.. حقيقة لن يفهمها كثيرون، لكن هذا أنا.. ^^

 

أتعلم؟ النظر للعالم من الأعلى ممتع، لكن إطالته مملة، حقاً، مهما كانت الحكمة التي يمنحها لك..!

 

لا يفهم بعض الناس حين أتحدث عن أنني أرى أن “الكل هو الواحد، والواحد هو الكل”.. يرى البعض الآخر أن هذا كفر بين ولا أفهم السبب، وأراه عجزاً في النظر لديهم.. نعم، الكل هو الواحد والواحد هو الكل، استغرق ما أردت من السنين لتفهم معنى العبارة وستفهم في النهاية.. ليس المخلوق كالخالق بالتأكيد وحديثي ليس عن الخالق، مشيئته تسري في هذا التكامل العظيم.. لا أجد ألفاظاً أشرح بها فكرتي لك الآن لكنك ستفهمني، صحيح؟

 

يدهشني أحياناً أن تتغيّر حين تجد من يهتم بك، خارج أسرتك أعني.. فجأة تكتشف أن ثيابك اليومية صارت تبدو كالأسمال، وأن شعرك عشّ عصافير شكلاً ورائحة ربما، وفجأة تبدأ بالاهتمام بكل شئ يخصّك لمجرد أن ذلك الآخر يهتمّ ويلفت نظرك..

تكتشف أنك تتغير من أجله، تتمنى لو تكون الأفضل في العالم، وتعثر على أنك حقاً وصدقاً مهم.. مهم جداً، وأنك لم تعد تظنّ أن موتك لن يغيّر الكثير ولن يسبب سوى حزن قصير المدى لأسرتك..!

صدقاً، نحن البشر مخلوقات مثيرة للاهتمام..!

 

ألتهم فطوري المعتاد، وأتابع الاستماع للعذراء الحديدية.. ولا شئ أكثر، ربما..

 

“Singing Amen, I, I’m Alive..”

Nickelback – If Everyone Care

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

يوميّة (1) (فلسفة الملل)..

هو يوم اثنين آخر، لم تشرق فيه الشمس من مغربها بعد ولم يمت أحد من الأسرة ولم أتخرج فيه من الكلية بعد، ولم أصدر فيه كتابي الأول بعد، ولم أتزوج فيه الفتاة التي أحبها وتحبني بعد..

ليس سوى يوم آخر أقضيه على حاسبي المحمول، أتصفح الفيس بوك خاصتي وأتحادث مع صديق أو اثنين وربما خمسة أحياناً في نفس الوقت في محاولة لتحويل هذا الهراء كله إلى هدف/أسلوب حياة بشكل ما أو آخر، أستمع إلى بضع أغانٍ من ألبوم موسيقى الميتال لفرقة كلاسيكية هي (العذراء الحديدية Iron Maiden)، ألبوم هادئ الرتم نوعاً ما يتحدث عن الخوف بأنواعه.. فرقة مميزة هي استمرت ثلاثين عاماً تقريباً ولا تتوقف عن الإبداع والإمتاع أبداً، لهم فلسفة حقيقية مميزة فيما يكتبون من أغانٍ..

هو يوم آخر لا يميزه سوى أنه اليوم الأول بعد انتخاب (محمد مرسي) رئيس جمهورية مدنيّ منتخب فعلاً لأول مرة، وأنه اليوم الثاني بعد انتهاء امتحان الأنف والأذن والحنجرة الشنيع فعلياً، وأنه اليوم الذي كان يفترض بي فيه أن أدرس أي شئ لامتحان الرّمد الأسبوع بعد القادم، غير أنني لا أفعل شيئاً غير الفيس بوك والتدوين والعذراء الحديدية وكوب من النسكافيه أرتشفه في ملل مطلق، وانتظار مكالمة هاتف من صديق أو شخص أحبه قد لا تأتي أبداً..

 

هل تعلم ذلك الشعور؟ تلك الرغبة في أن تقترب أكثر، تفهم أكثر وتتقبل وربما تحبّ أكثر، لكن أن يكون خوفك قيدك؟ تخاف أن يتكرر ذلك “الديجافو” القدري لفراشة تقترب من النار فتحترق؟ تتمنى فقط أن لا يكون الهدف ناراً هذه المرة، وإنما زهرة حقيقية تحب أن تقترب منك وتقترب منها.. :)

 

يا لهم من وحيدينَ هؤلاء الحكماء الذين يفهمون حقيقة الحياة..!

 

يوم آخر هو، لا يميزه شئ، أي شئ، غير ما ذكرت، وغير كثير من الملل الذي صار أسلوب حياة حقيقي، حتى أنني صرتُ أنتزع نفسي من قلب كل ما هو مثير فقط لأعود لحياتي المملة الخانقة، وحقاً لستُ أعلم السبب..!

 

“Someday, Time will tell you where you should go, Future Never Dies..!”

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution