25- مَلِكَةُ العالَم!

IMAG0818

مجلّات وجرائد بأنواع مختلفة، وتوجّهات مختلفة، وعناوين تتوه فيها بقلبك قبل عينيك إن كنتَ قارئاً. كُشك بائعة الجرائد عند باب الدرجة الأولى بمحطة قطار طنطا، صباح الثلاثاء 30 سبتمبر 2014.

كُلّ قارئ طنطاويّ يحترم نفسه يعرف أن كُشك محطّة القطار هو قِبلة حقيقيّة له ولغيره ممّن يتنشّقون على أيّ شيء جيّد يُقرأ في طنطا، حيث المكتبات نادرة وإن وُجِدَت لا تُرضي ذوق أحد. والجميع كذلك –ربما- يعرفون تلك السيّدة العجوز كبيرة النظّارات صاحبة الكُشك، التي تستقبلك بابتسامة رحبة كساحة المحطّة داعية إياك إلى التأمّل في جديد اليوم، والتي تعرف كُلّ شيء أمام الكشك وداخله كظهر يدها. لا أدري تماماً إن كانت هي نفسها تقرأ أكثر ما لديها، لكن تلك النظرة الخبيرة والجلسة الواثقة كملكة في قاعة العرش توحيان بأنّ لديها الكثير مما تقوله وتحكيه. لا وقت في زحام الحياة وأوقات الانتظار القصيرة للقطارات أن أجلس معها لنحكي سويّاً، غير أنني أحبّ وجودها، وأعدّها معلماً أهمّ في المكان من المحطّة نفسها. وما يزال عالمها الخارجيّ والداخلي رحباً للاستكشاف.

محمّد..

(هذه التدوينة جزء من حملة تدوين يوميّ باسم #صورة_تحكي ، للتفاصيل راجعوا الهاشتاج في فيسبوك، وصفحة الإيفنت : صـــورةٌ تــَحكـي – (مشروع للتدوين والتصوير)

11- محطّة كما يجب أن تكون.

20140913_203543

مبنى محطّة قطار طنطا، حيث لا شيء يلفت انتباهك مهما حاولت إلا سكّة القطار في الصباح. مساء السبت 13 سبتمبر 2014.

صدقاً، لا شيء يلفت انتباهك في داخل المكان على الإطلاق، لا شيء، كأنك دخلتَ محطة مترو العتبة (إن كنتَ قاهرياً) مصغّرة، أو كأنك تمشي في شارع آخر من شوارع طنطا. فقط الهيكل الخارجي قد يشدّ اهتمامك أو يعطيك انطباعاً زائفاً بشموخ أو عراقة ما للمكان.

إن كنتَ من محبّي الاستمتاع بالأماكن وتفاصيلها، فنصيحتي لك أن تزور المحطّة صباحاً، وصباحاً فقط. وفي الصباح الباكر حيث الصباح يتنفّس حرفياً، وحيث الهواء نظيف وحيث بإمكانك أن تسمع صافرات القطارات من أيّ نقطة في طنطا.. وحيث  المحطة هادئة بلا حدود، سكّة القطار طويلة، رائقة تمتد إلى المجهول أو إلى بياض لا نهائيّ إن كانت زيارتك في الشتاء.

المكان هنا يلتزم بتزمّت بصفته الحرفيّة: محطّة. مجرّد محطّة. نقطة تنزل عندها لتنطلق منها أو إليها ولا تلزمها طويلاً أبداً. لن تجد هنا كافيتريا تجلس فيها لتنتظر، لن تجد طعاماً أو مشروباً مختلفاً يجذبك، لن تجد حتى أشخاصاً مختلفين، لا شيء. المكان محطّة. مجرّد محطة أخرى لا تتمسّك بك للبقاء بل وربما تطردك في ملل انتظاراً للفوج التالي. إن كنتَ من عشّاق المحطّات فهنا ستجد ضالتك، ولن تعجز عن الكتابة أبداً. إلا أنني –هذه المرة- لا أجدُ كثيراً لأكتبه :) لستُ من عشّاق الرحيل والمغادرة أصلاً.

محمد..

(هذه التدوينة جزء من حملة تدوين يوميّ باسم #صورة_تحكي ، للتفاصيل راجعوا الهاشتاج في فيسبوك، وصفحة الإيفنت : صـــورةٌ تــَحكـي – (مشروع للتدوين والتصوير)