الصّدمة، الشعور المفاجئ بالخواء، الحيرة الوجوديّة فيما بعد، ثم المشاعر المضطربة.
تقرأ العبارة على جدارٍ بينما تسير عائداً من عملك، كليّتك، مقهاك ومجتمع رفاقك في السوء أو الخير، سعيدا أو كئيباً لأحد أو كُلّ الأسباب المعتادة، ثم تحين منك نظرة فتقرأ: استمرّ في الضحك.. ستموتُ قريباً..
الأمر يبدو كخطّ بياني يمضي متعالياً منتشياً متقافزاً، ثم يتوقّف فجأة، ثم ينحدر بأقصى سرعة.. صحّ؟
كلنا بنفوس وعقولٍ مختلفة، تربيات مختلفة وأفكار وثقافات تختلف قطعاً مهما تشاركنا البيوت واللقيمات. وكلّنا سيتلّقى العبارة بذات الصّدمة، وكلّنا سيعالج الصّدمة بطريقة مختلفة، ولا شكّ.
غالباً سترى العبارة دعوةً صريحة للاكتئاب، الزّهد والعُزلة. “أنا سأموتُ قريباً بأيّ حال فما داعي الضّحك؟”، ستراها صوتاً لائماً شبه أبويّ كذلك الذي يقول لك: استمرّ في اللعب، الامتحانات قريباً وسترسب. تعرف الشعور بالتأكيد. “قد” ترى العبارة حافزاً..! حافزاً لأن إما تضحك أكثر وتنال كفايتك من الضّحك حتى لا تموت وفي نفسك رغبةٌ من الدّنيا، وإمّا لأن تقدّم لحياتك الآخرة في الدّنيا، لأنك “ستموت قريباً”، وفي هذه الحال إما ستتجاهل نصفَ العبارةِ الأول تماماً وإما ستراه –كذلك- ذات الصّوت شبه الأبويّ إيّاه. وقد تكون، فقط، مجرّد عبارةٍ يائسةٍ أخرى في زَمَكان لا يدعو سوى لذلك.
بشكلٍ عام، الأمر كناقوس.. شيءُ يدقّ داخلك، يهزّ جدران كيانك بشكلٍ ما، أو يلقي حجراً في مياه راكدةً ما أو يضيف موجة جديدة لمياه ثائرة بالفعل، أو قد يُحرّك ذرّة فيك.. وقد لا يفعل أيّ شيء.. كأيّ حجر في الطّريق.
محمّد..