(Source: Rashomike – DeviantArt)
(من سلسلة طويلة من الرّسائل، قد تخرج للنور يوماً وقد لا تخرج أبداً..حسب قابليتنا للحكي..)
17 أبريل 2015
صباح الخير..
هذا الصباح، أنا حديثُ عهدٍ بالكثير. حديث عهدٍ بنفسي، فجأة شعرتُ كأنما ولدتُ من جديد، صفاء غريب لا مثيل له، هدوء، رغبة في لزوم الفراش وعدم إصدار حركةٍ تكسر هيبة هذه اللحظات الرائقة جداً.. لا أقول حديثُ عهدٍ بربي، لكن على الأقل أشعر بوجود الاحتمالات، بأنني قادر اليوم على أن أكونَ أقرب ولو خطوة. هو صباحٌ طازج جداً، وكذلك روحي.
بالأمس، كنتُ أتحدث مع أحدهم عن أعمالنا الأدبيّة وما شابه، فعرف أنني كنتُ أكتب قصصاً قصيرة فسألني لِمَ توقّفت؟ لم أجد جواباً مقنعاً أقدمه لنفسي قبله. ثم اكتشفتُ الجواب لاحقاً:
عالمي لم يَصِر غنيّاً بما يكفي. الحكايات بالخارج أكثر وأغنى بالتفاصيل والمضامين بكثير جداً مما أملك وأقدر على صنعه بالداخل. أصارحكِ أنني أعشق الحكي جداً، وأنني دائماً ما أجدُ حكاياتٍ مسليّة أحكيها لهم ولنفسي، لكنها دائماً اشتقاقات، حكايات غير مبتكرة، عناصر مستعارة. لا أجدُ في نفسي القدرة على كتابة القصص بعد. أتمنى أن أفعل، أتمنى أن أترك حين أموت آلاف القصص المسليّة، حتى يقرأوا ويستمتعوا بما يقرأون حتى الملل، ولأراقبهم أنا من العلياء وأهز رأسي مبتسماً في رضا.
ما رأيك؟ هل لو صرنا قططاً سنتمكّن من إيجاد حكاياتٍ مسلية أكثر؟ المشكلة أننا لن نتمكّن من الكتابة أو حتى سرد ما رأينا لأحد.. إذاً ما رأيكِ حين تتملّكنا شهوة الحكي أن نحتلّ أجساد بعض البشر ونكتب بأيديهم ما نريد؟ ألن يكون ذلك رائعاً؟ نعيش حياة وحريّة القطط ونكتب كما نشاء؟ :)
فلنجعل اليوم يوماً لطيفاً ولنحافظ على هذه الوتيرة ما أمكن :)
صباحكِ سكر :)
محمد..