بسم الله الرحمن الرحيم
اكتشفتُ ذلك بالصدفة البحتة بالأمس فقط، بينما كنتُ أجول بنظري في خريطة مُدوّني كتاب (أبجدية إبداع عفوي) فوجدت تلك النبذة المختصرة التي كتبتُها عنّي والتي ذكرتُ فيها أنني أسستُ هذه العزيزة –مدونتي كتاب الظلال- في شهر أبريل من عام 2009، وهو كما لابد أنك لاحظت يوافق هذه الأيام.. لذا أجدني الآن، سعيداً جداً مع كمّ مختلط من المشاعر، أكتب هذه السطور عن محبوبتي، مدونة كتاب الظلال.. :)
كيف بدأ هذا الأمر كله..؟
كنت فيما سبق أكتبُ سلسلة مقالات/خواطر قصيرة بعنوان (كتاب الظلال)، استوحيتُ الاسم من رواية د. أحمد خالد توفيق (أسطورة الظلال)، ذُكِرَ الاسم فيها في سياق الحديث عن ديانة وضعية تُدعى (الويكا) يُسمّى كتابها المقدس بذاك الاسم.. لم أهتم بأصل الاسم قدر ما اهتممتُ بالمعنى الذي تركه داخلي، وكان هذا شرحي باختصار لفكرة الاسم والمدونة عموماً:
ولطالما أحببتُ أنا الظلال..أحببت تلك البقعة المظلمة عديمة الشكل، التي أستطيع تشكيلها وتحويلها لما أريد بأقل الأدوات والأشياء..حتى إنني في فترة ما عددت نفسي ظلاً..ظلاً لشخص ما أقوى وأفضل مني أتمنى أن أكون مثله..أحياناً أنجح في أن أكون الأصل وأحياناً كثيرة أظل حبيساً في نطاق الظل لا أخرج عنه..
وهنا بين سطور هذا الكتاب، كتاب الظلال، سأرسم ظلالي..سأتحدث عن ظل كل ما حولي، وأرسم ظلالاً جديدة وأمحو ظلالاً قديمة، وسأكتب عن الظل الخافت الذي هو أنا..
باختصار، محتوى المدونة هو محاولاتي لوضع تفاصيلي الخاصة لظلّ كل شئ يثير اهتمامي في هذه الحياة..!
في البداية كانت المدونة –فترة أن كانت مستضافة على ويندوز لايف سبيسز- مكاناً أجمع فيه الأجزاء القديمة من سلسلة المقالات تلك بالإضافة لكل جديد أكتبه فيها، وبعض صور أو اقتباسات وأشياء أخرى، قبل أن تبدأ توجهاتي الكتابية في التغيّر من بعد وفاة والدي –رحمه الله- وبداية دخولي المجال الثقافي عموماً..
بدأت حضور الصالون الأدبي الطنطاوي، ذلك الذي كان أوسع باب لي لاقتحام عالم الأدب عموماً من قراءة وكتابة وسماعيات، وشخصيات علّمتني وتركت في نفسي الكثير من الأثر دون أن تدري أو تنتبه.. بدأتُ أتنوع في كتابة المقالات من اجتماعي إلى سياسي –أحياناً قليلة- إلى خواطر وقصص قصيرة ذاتية الموضوع في الكثير من الأحيان.. وكنتُ أحياناً أكتب عن آخر ما قرأتُ أو أترجم بضع قصص لتشيكوف أو أغاني يابانية أو أمريكية. وللأسف لم تكن الزيارات والتعليقات على المدونة كثيرة لأنني كنتُ أنشر كل ما أكتب على صفحتي على الفيس بوك بالتوازي مع المدونة، فكان كل من يقرأ يتوجه إلى الفيسبوك بالطبع..
لذا، قمتُ بإنشاء صفحة خاصة على الفيس بوك بالمدونة لأنشر فيها المحتوى أولاً بأول.. ولأنني لستُ أمهر كائن في الدعاية جمعتُ منذ بدء الصفحة 338 إعجاباً فحسب :)) وما تزال الصفحة مستمرة بفضل الله ^^
ثم كان الفرق الحقيقي الذي أحدثته المدونة، على الأقل بالنسبة إليّ.. كانت وما تزال مكاناً أستفرغ فيه وأتخفف من ثقل الأفكار والمشاعر، لكن بعد أن نُشِرَت منها تدوينتي الأثيرة (كلام مش هيعجب حد 1) في كتاب الأبجدية، صرتُ أقدّرها أكثر كثيراً.. بدأتُ أشعر أن هذا الكلام –فعلاً- قد يكون ذا أثر في العالم، فقط إذا كان من القلب تماماً كما كانت تلك التدوينة.. كانت هجومية عنيفة نوعاً في أسلوبها، لكن كانت أحاسيس حقيقية ضاغطة عليّ لم أجد لها مكاناً سوى كتابي، كتاب الظلال.. :)
للأسف تسعفني ذاكرتي الضعيفة حتى هذا الكمّ من الذكريات فحسب.. ولم تنتهِ المسيرة بعدُ في نظري.. كتاب الظلال بالنسبة لي أعزّ كثيراً من كونها مجرد مدونة أو مخزن للأفكار.. كتاب الظلال هو أنا على شكل كلمات.. كتاب الظلال نتاج سنوات من تطور أفكاري ومن فيضان مشاعري المختلفة ومن كثير ذكريات وأفعال وكلمات وأغانٍ وقراءات.. كتاب الظلال فكرة، أمنية، مرآة وسيف ودرع، والكثير الكثير من المحبّة.. ومن الظلال :)
في الذكرى الثالثة لكتاب الظلال، شكراً لكل إنسان قرأني :)
محمد الوكيل
A.M.Revolution