بسم الله الرحمن الرحيم
جميل جداً أن تشعر أنك –أخيراً- صرتَ صاحب القرار والرأي في أرضك، صرتَ كائناً إنسانياً يُحترم ويُعامل كما يجب أن يكون، صرتَ إنساناً بحق..!
جميل جداً أن ترى بلدك التي كنتَ يوماً ما تظن أنه لا عمار لها إلا بإعادة بنائها بعد إزالتها بقنبلة نووية، أن تراها بهذا الجمال وهذا النظام وهذه الحرية.. أن ترى هؤلاء الذين ظننتم لا يفهمون ولا يريدون في الحياة سوى مأكولهم ومشروبهم، يسارعون لممارسة حريتهم واختيار طريقهم، حسب قناعتهم وتفكيرهم الحرّ.. أن ترى هذه الوجوه التي التهمها الكدح والفقر سنوات طويلة عجاف، مبتسمة سعيدة أن تحررت وأن قالت رأيها بلا خوف.. أن ترى الرجال شباباً وكهولاً ومسنين والنساء فتيات وسيدات وعجائز نصف قعيدات، كلهم مسرعين إلى لجان الاستفتاء لتعديل الدستور، في طوابير منتظمة هادئة وبلا شغب أو تداخل أو انفلات أمن.. أن تجد الأشخاص حولك يتناقشون في هدوء وبعقلانية شديدة، وأن تجد "الحاجّ" الواقف خلفك في الطابور يتصل بصديقه يوقظه من النوم ليشجعه على الحضور للاستفتاء قائلاً له (فطار إيه يا عم، الوطن أهم من الفطار دلوقت)..!
جميل جداً أن تدخل اللجنة فتجد الأمن مستتباً والموظفين متعاونين معك لأبعد حد لا يجبرك أحدهم على اختيار شئ، بل ويرشدونك إلى حيث ستضع العلامة وحيث ستلقي بطاقة الاستفتاء.. أن تدخل اللجنة فتجد المشرف على اللجنة قاضية! شابة مصرية سمراء حازمة تعمل بنشاط وتراقب كل شئ بلا كلل.. لكم احترمتكِ سيادة المستشارة، ولكم ازداد احترامي وتقديري لكل امرأة من هذه الأرض الطيبة..
لكم ازداد عميق كراهيتي لك يا مبارك، أنت يا من حرمنا من النور سنوات طويلة.. حرمنا من مجرد حقنا في قول نعم أو لا، محولاً إيانا إلى كائنات لا تفقه سوى البحث عن العلف والماء.. نحمد الله أن خلصنا منك قبل أن كنت قد ذبحتنا وعصابتك لتقدمونا قرابينَ لعروشكم وكروشكم..!!
نعم يا مصر.. أخيراً، رأينا النور.. نحن نرى النور، نحن قريبون من النور.. وقريباً، قريباً جداً سنحتضنه بكل قوتنا.. :)
محمد الوكيل
A.M.Revolution
كتاب الظلال 