الصالون الأدبي الطنطاوي الحادي والثلاثون – مدينة طنطا: الماضي والحاضر والمستقبل

بسم الله الرحمن الرحيم

على مشهد رائع لمدينة طنطا من الأعلى وفي جو جميل، عُقِدت الجلسة الحادية والثلاثون من جلسات الصالون الأدبي الطنطاوي، بالأمس الأربعاء 28 من يوليو، بكافيه طلّ القمر بالصفوة بلازا شارع القاضي مع شارع البحر.

وأمام ذلك المشهد كانت جلستنا التي كانت عن مدينتنا الغالية طنطا، بلد السيد البدوي والعاصمة الثالثة لمصر التي احتضنت جلسات الصالون الأدبي الطنطاوي لمدة عام كامل وإلى أن يشاء الله.. وقد حلّ علينا ضيفاً في جلسة هذا الأسبوع الأستاذ عادل عصمت، الأديب الروائي الطنطاوي مؤلف الروايات (أيام النوافذ الزرقاء) و(هاجس موت) و(حياة مستقرة) و(الرجل العاري) بالإضافة للكتاب الشائق (ناس وأماكن) الذي يتضمن قسماً يسرد فيه جانباً من تاريخ مدينة طنطا. وقد حضر جلسة هذا الأسبوع مجموعة بسيطة من شباب القراء والمدونين والكُتّاب هم: طارق عميرة وأحمد جلال هاشم وأحمد عبد الرحيم ومعتز الشاعر ومحمد السيد أبو سنة وماجد عبد الدايم، ورانيا محسن (مرحباً من جديد!) والأستاذة فاطمة العوامي من السعودية ^^

 

وإلى ملخص سريع لأحداث الجلسة مع بعض صور بعدسة زانجتسو (نوكيا إن 95 طبعاً :D):

 

Zangetsu1521

Zangetsu1522

بدأت الجلسة عند حوالي الساعة الخامسة عصراً بعد وصول الأستاذ عادل عصمت مباشرة، وقد بدأ الأستاذ عادل حديثه بتقديم نسخة من كتابه (ناس وأماكن) كإهداء خاص لأعضاء الصالون الأدبي الطنطاوي، ثم ابتدأ حديثه عن مدينة طنطا بتاريخ نشأتها حيث نشأت قبل 800 سنة كقرية صغيرة محاطة بالترع والمجاري المائية كان مركزها المنطقة بجوار مسجد السيد البدوي حالياً، وكانت تسمى سابقاً (طنتدة). ثم تطرق للحديث عن السيد أحمد البدوي فذكر أنه وفد إلى مصر في رحلته لدراسة الدين والتصوّف ثم ارتحل حتى العراق ثم عاد إلى مصر لينشئ المسجد في طنطا، وقد كان مما قيل في هذا أنه كان قد رأى رؤيا تدفعه للقدوم إلى تلك القرية الصغيرة –التي هي طنطا الآن- فأتى وأنشأ مسجده فيها، كما تحدث عن سبب ارتفاع مكان المسجد عما حوله من الأرض قائلاً أنه كان منشأ على كوم عالٍ من التراب والأرض الطينية كما كان الحال مع كثير من القرى المصرية القديمة، كذلك تطرق الحديث في سرعة إلى الشيخة صباح إحدى مشاهير الصوفية والتي دُفِنت بطنطا قرب المسجد المسمى باسمها، وعن مدرسة ومستشفى الأمريكان واللتين أسستهما مجموعة من الراهبات الأمريكيات اللاتي أتين في وقت ما إلى طنطا للتبشير بالمسيحية –حسب قوله- وعن العلاقة الطيبة بين الشيخة صباح وأولئك الراهبات. ذكر الأستاذ عادل كذلك أن السيد أحمد البدوي كان شخصاً متعلماً يؤيد نشر العلم وكان يقوم بذلك في مسجده.

ثم ذكر منطقة سبرباي قائلاً أنها كانت فيما مضى عاصمة للمنطقة وكانت أفضل وأجمل مما حولها، ذلك بأن أحد المماليك ويدعى (سبرباي) كان قد هبط بالمنطقة فأعجبت زوجته بالمنطقة فقرر تحسينها وتجميلها وتطويرها وسميت باسمه.

كشف لنا الأستاذ عادل كذلك عن سر النمو الأفقي للمدينة ناحية الغرب فيما مضى، حيث كانت كل المنطقة حول المدينة الأصلية –عدا اتجاه الغرب- منطقة ترع ومجارٍ مائية لا تصلح للتمدد السكاني فيها، فتم ضم القرى المجاورة مثل كفر عصام وما حولها إلى المدينة رسمياً.

 

Zangetsu1524

ثم طال الحديث عن شخصية من أهم الشخصيات التي ساهمت بشكل كبير في الشكل الحالي لطنطا وهو (علي بيه الكبير) أحد أعيان الدولة العثمانية الذي حضر إلى طنطا وساهم في تطويرها وتطوير بنائهما لكن (على نمط العصور الوسطى) حسب تعبيره، كما اهتم كثيراً بتطوير العلم وتحسين المعهد الأحمدي وجعل طنطا منطقة جذب سكاني، وذكر أن العديد من كبار علماء الدين تخرجوا من المعهد الأحمدي مثل فضيلة الإمام محمد عبده وفضيلة الشيخ د.يوسف القرضاوي، كما وقال أن دراسة الدين في الجامع الأحمدي كانت سابقة للأزهر إلا أن الدراسة كانت تُقطع من حين لآخر بمجئ كبار الزوار إلى المسجد فتم جعل الدراسة منفصلة عن الجامع في المعهد الأحمدي، وتطرق الحوار كذلك إلى مناقشة سبب استمرارية الأزهر رغم قدمه وعدم اندثاره، وذلك بسبب أسلوب التعليم فيه الذي يعتمد على اجتذاب النوابغ والمؤهلين لاكتساب العلم وحفظ القرآن الكريم.

تحدث كذلك عن علاقة محمد علي وقصة مجيئه لطنطا، حيث أنه حين وصل طنطا للمرة الأولى وجد إقبالاً غير عادي من الناس على زيارة مقام السيد البدوي ومسجده، وتعجب من إقبال الناس على الشيخ الميت وجعله واسطة بينهم وبين الله (حاشا لله) وابتعادهم عن الحاكم الحي! ^^"

 

ثم بدأ بالحديث عن تاريخ طنطا الحديث حيث ذكر أنها صارت عاصمة للمنطقة منذ عام 1936 بعد أن كانت المحلة الكبرى هي العاصمة، كما تحدث عن التمدد الحديث في طنطا والذي يراه خاطئاً لأنه تمدد رأسي خطر بسبب طبيعة الأرض الطينية لطنطا، والتمدد الأفقي المتسارع والذي قد يؤدي لنفاد موارد طنطا المائية والكهربية في المستقبل القريب..!

 

بعد هذا دار الحديث عن أسماء بعض المناطق والأماكن في طنطا مثل ميدان الساعة الذي كانت تدور حوله أسطورة مفادها أن الميدان بُنِيَ في هذا المكان لأنه حدث أن أعدِمَ شاب لجريمة ما في نفس هذا المكان بشكل بشع، فأراد المُعدِمون محو الذكرى الأليمة من أذهان الناس فبنوا تلك الساعة والميدان!

وذكر أن (محمد سعيد العريان) الذي سُمّي الشارع الشهير والمدرسة الإعدادية بطنطا على اسمه كان أديباً طنطاوياً كبيراً، وأن مدرسة (صادق الرافعي) السابقة –رحمها الله!- بطنطا سُميت كذلك لأن الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي كان قد نزل بطنطا في فترة ما وأقام حيث بُنيِت المدرسة (كما أذكر ^^")، ثم اختتم هذا الجزء من حديثه بملحوظة مفادها أن طنطا كان يجب أن تحتفل بمئوية تحديثها قبل عامين!

 

Zangetsu1525

ثم تلا الأستاذ عادل مقالاً شائقاً له بعنوان (تصفيق رجل الأمن) يتحدث عن شكل إحكام الأمن لقبضته على الجامعات وعن الثورة الطلابية، دفع دفة الحوار إلى النقاش عن الحركات الطلابية في مصر والتي اشتعلت شرارتها مع ثورة 1919 واستمرت حتى السبعينات من القرن الماضي حيث أخمدها السادات –على حد تعبير الأستاذ عادل-. كما تحدث عن محاولات الحركات الطلابية لإيصال صوتها إلى الحكومة والناس وحربها مع الجهات الحكومية وهيئات التدريس في سبيل ذلك.

 

بعد ذلك تقدمنا بسؤال له عن مشروعه لتوثيق تاريخ طنطا، فأجاب بأن المشروع حتى الآن عبارة عن مجموعة انطباعات وخبرات اكتسبها وسمع عنها، ولا توجد مصادر ثابتة للتواريخ أو تاريخ الأمكنة، ثم ذكر عبارة جميلة مفادها بأن طنطا مدينتين: المدينة الرسمية الموثقة في الأوراق، وطنطا التي في قلبه وفي قلوب وحكاوي الناس فيها..! ثم تحدث عن الفرق بين الكتابة التوثيقية والكتابة الأدبية موضحاً أن الكتابة الأدبية التاريخية تحاول إلى حد ما فك شفرة التوثيق، مشيراً إلى أن كتابه (ناس وأماكن) ليس توثيقياً بقدر ما هو كتاب أدبي.

 

واختتم الحديث بنبذة عن تاريخ الحركة الأدبية في طنطا حيث ذكر الأستاذ عادل أنه في الفترة الحالية صار من السهل جداً عقد اللقاءات الأدبية الشبابية خصوصاً مع سهولة إيجاد الأماكن المناسبة لذلك، وذكر لنا نبذة عن تاريخ اللقاءات الأدبية القديمة التي واجهت صعوبات كثيرة من حيث اختيار الأماكن والرقابة الأمنية!

 

وانتهت الجلسة بوعد من الأستاذ عادل بمزيد من الحكايات عن طنطا والمزيد من المعلومات المجهولة لنا عن هذه المدينة المحبوبة.. لنا على الأقل! ^^"

 

كانت الجلسة رغم قلة عدد الحاضرين ممتعة حقاً خاصة بوجود الأستاذ عادل عصمت وبأدبه وحسن تعامله معنا، كما نشكره بشدة على إهدائه الجميل وعلى اهتمامه بالحضور :)

وانتظروا المزيد من الصالون الأدبي الطنطاوي في القريب إن شاء الله :)

 

شكراً..

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

وجودها..

 

سارت قليلاً في الشارع الواسع المزدحم جداً.. اكتشفت أنهم جميعاً التهموها ويلتهمونها بنظراتهم القذرة عديمة الحياء.. اقتطعت عينا كل منهم جزءاً منها حتى كاد جسدها أن يتلاشى..

حين تأملت شاشة التلفاز في واجهة المتجر رأت نفسها دمية جميلة المظهر زائفة الابتسامة تبيع بعض السلع الرخيصة وتزيّن بعض اللافتات الإعلانية الملوّنة..

التفتت إلى غلاف المجلة عند كشك الجرائد لترى على وجهها فيه قناعاً ضاحكاً يجلب المزيد من المال لرئيس التحرير والمزيد من القراء الذين لا يعرفون عن القراءة سوى أنها ذلك الشئ الممل الذي يمارسه بعض الأغبياء..

دخلت إلى السينما لتختفي في ظلامها، فقط لتجد الشاشة العملاقة تصورها في وضع مشين تخجل هي نفسها من أن تفكر فيه، والعشرات من الأعين المشتهية متعلقة بالشاشة تكاد تثقبها..

اندفعت راكضة.. سقطت على الأرض وتلوّت وتألمت.. كادت تضرم النار في نفسها لكنها ترددت.. وكان ترددها لأنها لم تجد لها جسداً تضرم فيه النار..! تحولّت إلى روح شفافة غير ذات شكل، لا يراها أحد..

حينها صرخت.. صرخت.. حولت ما تبقى لها من وجود إلى صرخات دوت بين جدران الشارع وفي سمائه ففي المدينة كلها فالعالم.. سمع الجميع صوتها لكنهم جعلوا أصابعهم في آذانهم.. استمرت في الصراخ فبدأت شظايا وجودها تتكون وتجتمع، لا لتعيدها كما كانت، وإنما لتصنع منها خلقاً آخر.. ولا تزال تصرخ ولا تزال روحاً صارخة تأمل في أن تُسمع بصوتها أنصاف الوجود من حولها..

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

ظل النجاح..!

بسم الله الرحمن الرحيم

manwithwinningtrophy

إحم.. إنه في يوم 18 من يوليو 2010 الساعة الخامسة والنصف عصراً، اكتشف محمد الوكيل –اللي هو أنا يعني- إنه نجح أخيراً!!!

آه والله العظيم! تخيلوا! أنا نفسي ما زلت لحد الآن مش مصدق، بجد..! كانت سنة طويلة جداً لكن الحمد لله انتهت على خير جداً..

وإن كان الفضل لحد فهو لله العظيم أولاً وأخيراً وقبل كل شئ وكل أحد، بفضله سبحانه وتعالى كنت على شفا حفرة من الفشل مجدداً فأنقذني منها بفضله ونعمته وكرمه، فالحمد لله رب العالمين..

وجوايا مشاعر عرفان بلا حدود لمجموعة كبيرة من الأشخاص.. أشخاص غاليين عليا جداً بجد، أصدقاء عمر وزملاء ورفاق درب وإخوان أغلى عندي من الذهب.. وأتمنى إن كلماتي تكفي لأني أشكر:

 

– أمي الطيبة، ربنا يخليها لي ويديم عليها نعمة الصحة والعافية، ببركة دعاها عديت الحمد لله :)

– رفاق الكفاح الزملاء والأصدقاء في سنة ثانية (أخص بالذكر عبد الله مرجان وحسام عتمان وعرفة-تشان ومحمود حمادة وعَلَم ومحمد ماهر غلاب وغيرهم كتير)، كانوا خير عون للعبد لله في حاجات كتير وإن كانت بتحصل بيننا مشاكل أحياناً، لكن حتى الإخوات بيتخانقوا :) ربنا يخلينا لبعض ويوفقنا جميعاً.

– حبايبي أوي الشباب في سنة ثالثة ( أخص بالذكر أحمد العيص وجيمي والشريف وسامي وبسيوني وسيسي-تشان والنشرتي وسيادة الريّس "هو عارف نفسه بقى :D" وغيرهم كتير أوي): بجد، أشكركم جداً ومش قادر أبطل شكر.. كفاية وقفتكم المستمرة جنبي حتى وإحنا في سنين مختلفة، وكفاية صبركم عليّ وعلى إزعاجي.. شكراً ليكم بالقوي.. ربنا يديم المحبة والمودة :)

– إخواني وعشرة عمري الشباب في سنة رابعة (جلجل وعمر هشام وأبو صلاح الكبير والشرنوبي الخطير وهاشم-كون ورسلو-تشان وناصف وغيرهم كتير): إنتم عارفين بقى.. عشرة عمري وحبايبي، مش هقول أكتر من كده.. :)

– د. أحمد عمارة: الأخ العزيز والصديق الجميل جداً اللي بعتز بصداقته: أشكرك لاهتمامك الشديد وربنا يبارك لك في حياتك القادمة إن شاء الله :)

 

من خارج الكلية بقى :D  :

– سارة درويش (أوجو-ساما) والأستاذة منى درويش والأخ الكبير الأستاذ محمد درويش: دعواتكم استجيبت والحمد لله، بجد بجد أشكركم على قلقكم واهتمامكم وتشجيعكم طول الفترة اللي فاتت، كنتم ليّا زي الأشقاء وأكثر.. شكراً لكم جميعاً.. :)

– شريف شقارية الضفدع :P : شكراً يا واد! بحب وشك السِمِح ودقنك اللي لا بتطول ولا بتقصر دي! ربنا ما يحرمني من خلقتك دي أبداً :D

– فقي-تشان: أول المهنئين من خارج الكلية! :) شكراً يا باشا تعبناك معانا، ربنا يوفقك يا رب ونشوفك إعلامي كبير زي حمدي قنديل كده :D

– الأستاذ شوقي رجب: أخ كبير وصديق عزيز بعتز بمعرفته جداً وأسأل الله دوام الأخوة والمودة بيننا دايماً :) أشكرك على رفعك لروحي المعنوية وتشجيعك وتهنئتك :)

– الأستاذ عادل عصمت: الروائي الرائع والأب العزيز، أشكرك على تشجيعك الدائم واهتمامك ورعايتك ^^

– رانيا وغادة محسن: رفاق الصالون الأدبي، تسلموا لي وربنا يوفقكم في امتحاناتكم :)

– محمد حمدي الصحفي النشيط: تسلم يا معلمي 3:

– أحمد دبور ومحمود عبد اللطيف: جزاكم الله كل خير إخواني الأعزاء، بعتز بمعرفتكم جداً رغم إني ما قعدتش معاكم كتير للأسف :)

– محمد شومان: حبيب قلبي وعمي وعم عيالي.. بس كده :D

– أسامة ناصف (أص أص): واحشني بشكل مخيف لدرجة إني حاسس إني هفترسك لما أشوفك! :D أشكرك بجد على كل شئ وعلى دعمك وتحملك لي :)

– كل أصدقائي على الفيس بوك الذين هنأوني ولم تتح لي ولا لهم الظروف لنلتقي وجهاً لوجه: شكراً لكم جميعاً واحد واحد، صعب أذكر أسماءكم كلكم هنا، لكن بجد سعيد جداً بيكم :)

 

وإلى كل هؤلاء الذين دعموني وساندوني ووضعوني على أول الطريق: قد وضعتكم جميعاً ألحاناً عذبة في معزوفة أفكاري اليومية.. شكراً لكم دائماً.. شكراً لكم حقاً.. سأكون شاكراً لله دائماً أن أوجدكم، أصدقائي وإخواني.. :)

 

شكراً..

 

محمد الوكيل

 

A.M.Revolution

الله أحد.. رب الفَلَق.. رب الناس..

بسم الله الرحمن الرحيم

sdfgsdfg

نقرأها كثيراً في صلاتنا، بها نؤكد ولاءنا الأكبر لله سبحانه، ونتعوذ بها من شر حاسد إذا حسد ومن شر الوسواس الخنّاس: قل هو الله أحد والمعوذتان..

نقرأها كثيراً، لكن ربما بعضنا لا يتفكّر حقاً فيما يقرأ في صلاته ولا يركّز –والله أعلم بما في النفوس بالطبع-.. وأرى أن هاته السور الثلاث على قلّة آياتها من أعظم ما أنزل الله سبحانه من قرآن كريم.. ألا يكفي أن (قل هو الله أحد) وحدها تعدل ثلث القرآن؟؟ لأنها حوت بكلماتها القليلة البديعة أحد ثلاثة أشياء نزل القرآن بها لتفسيرها وعرضها للبشر: العقيدة.. عقيدتك لا تكتمل إلا إذا آمنت بأن الله أحد، وأنه صمد لا يتجزّأ ولا يُقسم تصمد وتلجأ إليه كل المخلوقات، وأنه لم يكن له ولد أو والد، ولم يكن له من نظير.. هو (الإخلاص) لله بعينه.. أن تفرده بذلك كله وتنزهه عن كل ما نُفي عنه سبحانه في هذه السورة.

 

في هذه السور الثلاث كانت لي نظرة تأمل قصيرة:

لسبب ما، تجد هاته الثلاث مرتبطات معاً تماماً في كل شئ.. تجدك تقرأها معاً حين الخوف وفي الصلاة وحين تريد أن تطمئن أعزاءك على أن الله لن يضيعهم.. لكن، ألا يمكن أن يكون هناك بينها رابط قوي متين غير كونها متتالية في المصحف..؟ لاحظ أن إحداها هي ثلث القرآن وتأكيد العقيدة..

وما هي العقيدة؟ هي الإيمان بالله سبحانه وعبادته التي لها خُلِقنا بنص القرآن الكريم نفسه.. إذاً إيماننا بالله وعبادتنا له في السر والعلن وبالشعائر والعمل الجادّ هو سبب وجودنا في الحياة.. والإنسان الطبيعي العاقل السويّ عليه قبل أن يخوض الحياة أن يعرف لِمَ وَجِدَ فيها، وها هو سبب الوجود أمامنا.. عقيدتنا، التي كي نكون مؤمنين بها يجب أن ندرسها ونفهمها تمام الفهم ونعلم أنها تحضنا على العمل والاجتهاد كما تحضنا على ممارسة شعائر الدين الرئيسة، وحين ذاك سيكون لدينا أساس قوي يمكننا من أن نخوض الحياة ونعمل ونبني الأرض ونعمّر ونفيد أنفسنا والبشرية والعالم..

 

لكن، أثناء عملك في حياتك كإنسان ستصادفك بالتأكيد مصاعب وأزمات وبشر أشرار ومخلوقات شريرة ستعطّلك في تلك المسيرة، وأرى –والله أعلم- أن (قل أعوذ برب الفلق) هي الحل لهذا كله.. بها أنت تلجأ إلى الله وتحتمي وتستعيذ به من كل شر لا حيلة لك في منعه.. تستعيذ به من شر ما خلق (أي كل شئ شرير فاسد) ومن شر غاسق إذا وقب (شر الليل وما فيه حين يحلّ ويهبط على الكون) ومن شرّ النفاثات في العقد (شر كل ساحر يكرهك ويرجو لك الأذى) ومن شر حاسد إذا حسد (من شر كل حاقد كاره لك يتمنى من قلبه زوال نعمة الصحة والمال والقوة والسعادة من عليك فلا تهنأ بها ولا تشكر الله عليها).. بها تلجأ لربك الكريم فيمنع عنك هذه الشرور الخارجة عن إرادتك وعن مجال نفسك..

 

وبالتأكيد ليست كل الشرور هي ما يأتيك من غيرك، فقد يأتيك الشر من نفسك ذاتها ومن الشيطان الوسواس الخنّاس، الذي يوسوس في صدور الناس.. شيطانك يسري داخلك ويزيّن لك شر نفسك ويدفعك إليه دفعاً، وهو في هذا يريد أن لا تستكمل عبادتك لله وعملك في الحياة من أجل هذا.. لهذا عليك أن تستعيذ منه بربك رب الناس، ملك الناس، إله الناس.. حتى يحميك من شر نفسك ومن شر شيطانك الذي يزين لك الشرّ الذي تدفعك إليه نفسك..

 

بهذه الثلاثة تعرف عقيدتك ودينك، طريقك وطريقتك في الحياة، ثم تطلب من الله المعونة فيه ليقيك من الشر الخارجي الذي هو أول ما سيصادفك في هذا الطريق، ثم من شرّ نفسك..

 

تلك كانت نظرة متواضعة مني في هاته الثلاثة الروائع.. لستُ فقيهاً ولا مفسراً ولستُ عالِماً كما يجب أن يكون، إنما تلك مجرد نظرة مؤمن بالله محبّ لكلماته العظمى، يؤمن بأن القرآن العظيم يحمل بين حروفه وسطوره معاني وروابط أعمق قد نراها أحياناً وقد لا نراها، وعلينا نحن كمؤمنين بالله وبهذا القرآن أن نجدها ونبحثها.. قد أكون مخطئاً وقد أكون مصيباً، الله وحده يعلم هذا وهو سيحكم بيننا فيما فيه نختلف..

 

وأسأل الله دوام التوفيق والسداد.. :)

 

محمد الوكيل

 

A.M.Revolution

الصالون الأدبي الطنطاوي الثلاثون – مناقشة كتاب (زوجي ما زال حبيبي) لسارة درويش

بسم الله الرحمن الرحيم

بالأمس الأربعاء 14 من يوليو، عُقِدَت جلسة جديدة رائعة وثرية من الصالون الأدبي الطنطاوي، وهي الجلسة الثلاثون من العدد الكلي، والثانية من سلسلة جلسات الصالون لهذا الصيف. كان موضوع الجلسة لهذا الأسبوع هو مناقشة الكتاب الجديد المميز والممتع جداً (زوجي ما زال حبيبي) الصادر حديثاً عن دار إنسان للنشر والتوزيع، للصديقة المدوِّنة (الأسطورية) والصحفية سارة درويش، صاحبة مدونة (بنوتة لاسعة) والصحفية بجريدة وفد الدلتا وأهالينا الإلكترونية. وقد انعقدت الجلسة كالأسبوع الماضي في كافيه (طلّ القمر) بالصفوة بلازا عند تقاطع شارع القاضي مع البحر.

كانت المناقشة بإدارة طارق عميرة، وقد حضرها عدد كبير من شباب المدوِّنين والقراء ومتابعي أعمال سارة، منهم (غير العبد لله): طارق عميرة (مدير الجلسة ومؤسس دار إنسان) ومحمد السيد أبو سنة وعبد الله مراد الممثل المسرحي الشاب والصديق الجديد ورفيق السلاح محمد عبد السلام الطالب بكلية الآداب قسم إعلام ومحمد عادل غريب والدكتور أحمد عمارة الزميل بالسنة الخامسة بكلية طب طنطا، والأستاذ رامي المنشاوي الصحفي بجريدة وفد الدلتا والأستاذ أحمد محيي الدين الأديب القاص والروائي الشاب، والآنسات سالي علي وسارة الشيخ وسها الوكيل وعلا وآلاء ونهاد والأستاذة رنيم الصحفية بجريدة أهالينا. وقد شرفنا بالحضور الدكتور أيمن الجندي الأستاذ بقسم طب المناطق الحارة بكلية الطب جامعة طنطا و الأديب والكاتب بجريدة المصري اليوم، والأستاذ محمد المسيري الصحفي بجريدة الوفد.

 

وإليكم ملخصاً سريعاً لجلسة الأمس مع بعض صور بعدسة العزيز زانجتسو (نوكيا إن 95 ^^):

 

Zangetsu1484

صورة أثناء الجلسة وقبل وصول الأساتذة رامي المنشاوي ومحمد المسيري والدكتور أيمن. بدأت الجلسة عند حوالي الرابعة والنصف أو الخامسة إلا ربعاً، وقد بدأت الجلسة بتعريف مختصر من طارق بسارة درويش وبتذكير منه بأنها كانت الضيفة الأولى للصالون في جلساته الأولى يوم 13 يوليو 2009 أي منذ عام ويوم بالضبط! ^^ كما ذكر أن كتاب (زوجي ما زال حبيبي) كانت العديد من "حواديتها" منشورة سابقاً في مدونة لسارة بنفس الاسم.

 

Zangetsu1485

ثم بدأ طارق يستمع لآراء الحاضرين في الكتاب، وقد بدأ بـ:

– العبد لله، وقد أبديتُ إعجاباً شديداً بالكتاب وبأسلوبه إلا أنني علقت على المبالغة فيه أحياناً ووصفته بأنه (الصورة المثالية التي تراها سارة لعلاقة الزواج) ومنحته تقييم 3.5 أو 4 من 5! ^^، وكان رد سارة على هذه الجزئية هو أنها لم تعني أن تجعل الكتاب صورة مثالية كما ذكرت، ولكنها تأمل أن يحدث هذا فعلاً بين الأزواج، حيث أن كلا الطرفين قد يجد في الآخر ما يسره عوضاً عما يكره فيه، وهو ما قد يحقق علاقة طيبة بينهما مشابهة لما تحدثت عنه سارة في الكتاب.

 

– ثم رأي الأستاذة رنيم والتي عقبت بأن الكتاب يبدو تربوياً أكثر من اللازم، ولنفس السبب وهو كونه مثالياً جداً ^^"

 

– تلتها الآنسة علا، والتي علقت بإعجابها بالكتاب، ورأيها بأن سارة رسمت شخصيتيْ الكتاب مثاليتين حتى أنهما خاليتان من العيوب تقريباً، كما أنها لاحظت أن سارة استلهمت بعض جوانب الشخصيات من شخصيتين حقيقيتين هما الدكتور أشرف وجدي وحرمه الدكتورة إيمان الجوهري. وكان تعليق سارة أن العلاقة بين شخصيتيْ الكتابين ليست مستحيلة الوجود تماماً وإنما هي موجودة فعلاً وإن قلّ وجودها أو لم يظهر علانية للناس، وقد يظهر ذلك الحب الكبير بين الزوجين في قلقهما على بعضهما أو تعاملهما فيما بينهما أو في أمور كثيرة لا تظهر للناس.

 

– ثم رأي محمد أبو سنة الذي انجذب كثيراً لأسلوب الكتاب وأعجب به وإن كان يرى أن الكلام في الكتاب غير واقعي وأن شخصية الزوج مستحيلة الوجود تقريباً، كما أنه علق بعبارة عبقرية هي أنه شعر من الكتاب أن (سارة درويش "البطلة" قد تزوجت من سارة درويش!) وعنى بذلك أن شخصيتيْ الزوج والزوجة متشابهتان تماماً بشكل غريب! كما وعلّق على علاقة الحب المفاجئة التي نشأت بين شخصيتين كانت العلاقة بينهما سابقاً رسمية جداً! وردت سارة على ذلك بتعليق مقتبس من الكتاب (قلبي كان بيحبك من ورايا!) "أظنه يكفي كرد! ^^"

 

– بعد ذلك علّق الأستاذ محمد المسيري بتعليق قصير مفاده أنه يرى أن الكتاب يعدّ نوعاً من الـ(فلاش باك) أو صورة ذهنية لدى سارة تتمنى وجودها في الواقع (تماماً كما ذَكِرَ في التعليقات السابقة)

ثم استأذن طارق من الجميع في تلاوة فصل من الكتاب وقد قام العبد لله بتلاوته، وكان اسم الفصل (مفيش وكيل نيابة). بعده استكمل الأستاذ المسيري رأيه فأكد أن الفكرة خيالية كثيراً، وأن الفصل يحتوي فكراً طفولياً واضحاً يُرمز له بكيس (الشيبسي) الذي ورد ذكره في الفصل ^^"

 

Zangetsu1487

-ثم تلاه الأستاذ رامي الذي تقدّم برأي طويل جداً عن الكتاب، فافتتح كلامه بالقول بأن أغلب النقد الأدبي في مصر يعد نقد انطباعياً لا أكاديمياً وبالتالي لا يكون دقيقاً أو أميناً تماماً، ثم علق على الكتاب بقوله أنه من فئة (الأدب الساخر) والتي صار أغلب الكتّاب الشباب يكتبون تحتها هذه الفترة، ثم ذكر أن عنوان الكتاب لافت للنظر جداً، كما أثنى على قدرة سارة في أن تحمل نفسها فوق طاقتها في جمع الخبرات والاستماع إلى التجارب المختلفة لتسجيلها ومناقشتها ضمن كتابها هذا على شكل عالم افتراضي خلقته سارة بنفسها، كما ذكر أن الكتاب في شكل فكرته مشابه كثيراً لكتابات (فرجينيا وولف) من ناحية كونه مجموعة من التداعيات الحرة والأفكار المتتابعة المكتوبة بغير نظام واضح وكما برزت في ذهن الكاتبة.

 

– كما رأت الآنسة نهاد أن كتاب سارة –رغم إعجابها به- غير واقعي تماماً وإن كانت ترجو لو كانت المواقف والعلاقة بين الزوجين فيه موجودة في أرض الواقع..!

 

– ثم تقدمت سالي بسؤال للأستاذ رامي عن وجه الشبه بين كتابة سارة وكتابات فرجينيا وولف، فأجاب بأن فرجينيا وولف في بداياتها الأدبية كانت تكتب أحلامها وكانت تكتب تداعيات حرة أو مجموعة أفكار صافية غير مرتبة، وكذلك سارة إلى حد ما.

 

 

Zangetsu1489

بعد ذلك وصل الدكتور أيمن الجندي إلى الصالون بسلامة الله فرحبنا بوصوله، ثم سأله طارق عن رأيه في الكتاب فأبدى رأياً طويلاً أذكر منه أنه يرى أن كتاب سارة (ينطق اسمها سارّة بالمناسبة ^^) ذو فكرة رائعة فعلاً وإن كان يحتاج إعادة كتابة باللغة الفصحى المبسّطة كلغة محمود السعدني (رحمه الله)، كما أن فكرتها عفوية بريئة وفيها توفيق كبير. ثم ذكر ملحوظة مفادها أن الإبداع أساساً لم تكن له قواعد إلا أن الكُتّاب الكبار هم من وضعوها بإبداعاتهم التي منها استلهم من تلاهم قواعد الإبداع وأسسه.

 

– ثم بدأ الصديق محمد عبد السلام بسرد رأي مطول في الكتاب، وخاض نقاشاً مع الأستاذ رامي والدكتور أيمن حول نقطة لغة الكتاب (وهي عاميّة بالمناسبة) وعن الشكل الخارجي للكتاب ونقاط أخرى عديدة.

 

– بعد ذلك دافعت الآنسة آلاء عن نقطة لغة الكتاب العاميّة قائلة أن الكتاب موجهة أساساً لفئات ربما غير معتادة على القراءة ويكون بذلك مناسباً لهم تماماً.

 

– ثم عدتُ لأذكر تعليقاً سريعاً مفاده أن سارة أغفلت تقريباً الحديث عن الأولاد في الكتاب! ثم عدتُ ففسرتها تفسيراً محتملاً بأن سارة أرادت التركيز في كلامها على العلاقة بين الزوجين ووصف شكلها فقط أكثر من الحديث عن الأطفال الذين سينجبهما الزوجان في الكتاب.

 

– ثم ذكرت سالي رأيها فأفادت بأنها –بشكل عام- تحب شكل الحواديت في الأدب ولهذا أحب شكل السرد في كتاب سارة، وذكرت أن سارة تمكن من صنع جو (حدوتة) مناسب وجميل إلا أنها ترى أن الكتاب غير ناضج بما فيه الكفاية، لكنه رغم ذلك طريف ومشوق الأسلوب ودفعها للابتسام أثناء القراءة! ^^

 

Zangetsu1491

– ثم تحدث محمد عادل غريب في اختصار عن رأيه في أن عنوان الكتاب جميل جداً، كما أن مضمون الكتاب يعبر عن فتاة مصرية (كويسة)! ^^" (ولا أفهم معنى هذا التعليق تماماً بصراحة ^^")

 

– ثم ذكر الأستاذ أحمد محيي أن تصنيف كتاب سارة كحواديت ظلم له لأن الكتاب يسير في اتجاه أدبي واضح، حسب ما أذكر ^^

 

– ثم بعد ذلك دار نقاش طويل حول الإخراج الفني للكتاب كان من أطرافه الدكتور أيمن الجندي الذي ذكر أن غلاف الكتاب متوسط فلا هو بالممتاز ولا هو بالسيئ، كما تحدث مطولاً مع الأستاذ محمد المسيري إلى طارق عن بعض اقتراحاتهما لتعديل نظام التسويق وتحسينه وتقليل سعر الكتاب وجعله متاحاً في متناول الجميع، ومحاولة إيصاله إلى الجهات المقصود بها الكتاب بالتحديد.

 

– ثم عادت الآنسة علا لذكر ملحوظة مفادها أن كون الكتاب باللهجة العامية قد يعطي القارئ إنطباعاً بأن سارة لا تستطيع الكتابة بالفصحى.

 

وانتهت الجلسة برأي الدكتور أحمد عمارة الذي أبدى إعجاباً كبيراً بالكتاب وتمنياً بأن يتحقق ما ذَكِر فيه على ارض الواقع ^^

 

Zangetsu1486

  في رأيي الخاص، أرى أن الجلسة كانت جيدة جداً وثرية بكل ما فيها ومن فيها، حيث شهدنا نقاشات ووجهات نظر متنوعة ومختلفة واستمعنا لآراء بعض الخبراء في مجال الأدب وعلم الكتابة كالدكتور أيمن الجندي والأستاذ رامي المنشاوي والأستاذ أحمد محيي الذين شرفونا بوجودهم وحضورهم معنا هذه الجلسة :)

لكن، ما زلتُ أفتقد العديدين من الرفاق أعضاء الصالون الدائمين مثل أحمد جلال وعمر هشام وأحمد عبد الرحيم وأحمد الفقي والدكتورة بسنت مصطفى ^^" طال غياب الجميع وأرجو أن نراهم في أقرب فرصة ممكنة :)

 

وأعتذر عن تأخري في تدوين التدوينة هذه المرة وشكراً لانتظاركم ^^"

 

شكراً..

 

محمد الوكيل