16- في البحثِ الواعي عن ذكرى.

الصورة المبكسلة

بقايا ذكريات وُجِدَت في رُكن ما.. بطاقة العمل الخاصّة بـ د. عبد العاطي الوكيل، والدي الرّاحل. منزلنا في صباح الجمعة 19 سبتمبر 2014.

من مزايا البحث الواعي عن التفاصيل الصّغيرة، أنه يمنحك عينين جديدتين ترى بهما الذكريات المتناثرة في كلّ ركن وتراها كلّ يوم ولا تكاد تنتبه. بحث واعٍ كذلك الذي كان دافعه مشاركتي في حدث #صورة_تحكي قبل أسابيع، وهو قرارٌ لم أندم عليه بل وأستمتع به كلّ مرة :)

تجلب صورة البطاقة هذه المرّة كمّاً لا يُحصى من الذكريات مع كلّ تفصيلة: الاسم الجميل، ثم عمله في طِبّ العظام ذلك التخصص الذي بدا لي مستحيلاً وما يزال، ذكريات السعوديّة والأيام التي لن تعود، وبالطبع المدينة المنوّرة.. ثم العيادة وكل ما ومن كان فيها. كُلّ شيء عاد إلى السطح دفعة واحدة، مع وجع حنين لذيذ. رحم الله الغائبين..

 

محمّد..

 

(هذه التدوينة جزء من حملة تدوين يوميّ باسم #صورة_تحكي ، للتفاصيل راجعوا الهاشتاج في فيسبوك، وصفحة الإيفنت : صـــورةٌ تــَحكـي – (مشروع للتدوين والتصوير)

9- في حُبّ التبايُن، ومحاولات لفهم فئة من الوثنييّن.

20140911_083814

جانب من الدور الثالث فيما يسمّى بـ(العيادة الشاملة) التابعة لمستشفى جامعة طنطا، وشعاع شمس يرسم مع الظلال مشهداً يستحقّ صورة. صباح الأربعاء 11 سبتمبر 2014.

تتأمّل الصورةَ فتشعر كأنّ الكراسي في وضع استعداد لشيء ما. المشهد بشكل ما وخاصة لأمثالنا يبعث على التساؤل أو التوتّر في بعض الأحيان، إلا أن شعاع الشمس اللطيف الساقط وتباينه مع الظلال، يجعلان المشهد مريحاً مُرخياً.

من عيوب فترة الصباح أنها لا تدوم، ولا تطول.. لطالما كنتُ أعشق مشهد تباين النّور والظلّ، وشعاع الشمس اللطيف كتربيتة أمّ على ظهر رضيعها في طمأنة.. وبالتأكيد وقتي الخاص من الصباح من كوب شاي وشعاع شمس قريب.. ومن أخطر منغّصاتها أن يشاركك فيها أحد لا تفضّل وجوده.. لها شبه قدسيّة لا تُنْكَر، وربما أتفهّم سبب أن كان هناك وثنيّون يعبدون الشمس قبل بعث الرسل، في محاولات لإيجاد المقدّس ومعرفة الله. المشهد ببساطة، رائع. ويكفينا هذا الآن.

 

محمد..

 

(هذه التدوينة جزء من حملة تدوين يوميّ باسم #صورة_تحكي ، للتفاصيل راجعوا الهاشتاج في فيسبوك، وصفحة الإيفنت : صـــورةٌ تــَحكـي – (مشروع للتدوين والتصوير)