تمزقات.. المزيد منها..!

لم يكن الأمر أنني كنتُ نائماً فصحوت.. بل إنني حرفياً فتحتُ عينيّ فوجدتُ نفسي في هذا الموقف:

سيفي متقاطعاً مع سيفه، مرة أخرى، ساطعين جداً ومتلاصقين تماماً كأنما كنتُ أنا وهو في معركة بدأت قبل أن أفتح عينيّ.. وكانت هاتان الأخيرتان ملتقيتين بعينيه هو، قويتين صارمتين مخيفتين بما لا يُقاس..! شعرتُ بضغط هائل بسبب حضوره الطاغي، لكنه استمرّ يضغط عليّ بسيفه وحضوره.. همس:

– أخيراً..!

هكذا وثبتُ إلى الخلف في فزع، فقط لأجد أنني كنتُ أقف –أنا وهو- منذ البداية على سطح ماء صافٍ جداً متسع السطح بلا نهاية وبلا قاع.. لم أفهم كيف لكنّي كنتُ أقف بثبات نسبي مع خوف من غرق وشيك..

رفعتُ عينيّ نحوه، هو مجدداً، السيّاف المقنّع بالأسود المتشح بالسواد متين البنيّة.. (الوطواط)، شبيهي الأقوى، جانبي الآخر..! أشار إليّ بالسيف في حزم:

– دافع عن نفسك يا فتى!!

 

ثم وثب نحوي بلا تردد وهوى بالسيف فصددتُ في تخاذل، استمر يهوي بالسيف بحركة بدت لي كرسم زهرة سداسية البتلات في الهواء، بديعة خفيفة سريعة.. قاطعة!! أدركت هذا مع أول خدش أصاب خدّي.. ضربني بظهر السيف في صدري فأطاح بي بقوّة وكدتُ أهوي في أعماق البحيرة.. لهثتُ هاتفاً:

– ما الأمر؟! لماذا نتقاتل هذه المرة؟! أَلَمْ..؟

* أسلّمك سيف الشجاعة المرة الأخيرة؟! يبدو أن ذاكرتك ضعفت جداً يا فتى!!

طعنة خاطفة منه إلى كبدي، تفاديتُ فاختّل توازني للحظة واستعدته، غير أنني شعرتُ بأخمص قدمي يغوص بعض الشئ في البحيرة ولم أستطع له إرجاعاً للسطح.. تابع (الوطواط) هاتفاً في عنف:

– يبدو أنك أضعت الطريق وتعاميتَ وتناسيت حتى نسيت أنك في معركة معي ها هنا منذ شهور!! أنت تقاتلني بلا توقف يا فتى وتحاول أن تجبرني على أن أمنحك قوتي وحتى أن نصير واحداً!! حتى إنك نسيتَ أنك تخليتَ عن سيف الشجاعة لي مرة أخرى!! لم تفهم بعدُ!

فجأة تلاشى من أمامي فقط لأجده خلفي ينقضّ، قفزتُ إلى الأمام متفادياً فتابع:

– فجأة ضعفت، فجأة تهت، فجأة نسيتَ أنك أنت المسيطر ها هنا فتوليتُ أنا الزمام.. وما زلتَ لم تفهم بعد..! لم تفهم!!

* لم أفهم ماذا؟!

 

أشار بسيفه إلى موضع قدميّ.. الآن صرتُ غائصاً حتى منتصف الساقين في الماء وما أزال لم أغرق.. تابع:

– رأيت؟ هذا كله لأنك لم تفهم بعد.. لم تفهم.. لم أكن أتمنى لو أضطر لهذا، حقاً..

ثم إنه فرد ذراعيه على اتساعهما على جانبيه، فاتحاً صدره قائلاً:

– هيا.. اضرب.. اضرب أي نقطة شئت، وكفاك تردداً ولو مرة واحدة..

ارتعشت يداي على مقبض السيف وترددت.. هنا صرخ:

– هيا!!!

هنا وثبت نحوه وانقضضت وشقّ سيفي صدره.. اخترقه كما يخترق صورة وهمية في الفراغ!! لم ينزف دم ولم يتمزق لحم، فقط عبر السيف الجسد كأنما يعبر الهواء..!! طعنت وشققتُ وطعنتُ مجدداً، الجسد لا يتمزق والملامح لا تتغير.. لسبب ما لمحتُ في عينيه حزناً بينما يقول في هدوء:

– بدأت تفهم، هاه؟ سيفي يؤذيك ولا يحدث العكس.. سيفي وحده القادر على إيذائك.. ما تزال لم تفهم تماماً من أنا بعد.. ولذا، اعذرني..!

 

لم أنتبه إلا وهو مواجه لي تماماً كأنما يعانقني، بينما سيفه صار بالفعل مخترقاً كبدي إلى مقبضه..! ولأن وجهي صار ملاصقاً لكتفه، لم أعد أرى بعينيّ المتسعتين سوى السواد التامّ.. همس في أذني بحزن متزايد:

– آسف.. سيبقى هذا في جسدك بعض الوقت.. حتى تفهمه وتعرف كيف تتقبله..! ستفهم كيف تستعمل قوته وتستعملني أنا، ربما الآن، ربما بعد يوم أو اثنين أو أعوام.. لا أعرف.. القرار في يدك.. حتى ذلك الحين، سأتركه هنا.. وستجدني حين تقرر ما تريد، أياً كان..! لن يبقى هذا الجسد بلا حاكم طويلاً..!

 

وبخطى ثابتة على السطح المتماوج تحت قدميه سار مبتعداً إلى حيث لا أعرف، بينما يغوص جسدي في البحيرة المصطبغة الآن بدمي.. لم يكن غوصاً قدر ما هو تعلّق لعين في قلب البحيرة، لا أنا أغوص ولا أنا أطفو.. إلى الأبد..؟ ربما..

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

انطباعات عن الاحتفال الثقافي الطلابي الماليزي 2012 :)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فقدتُ منذ فترة لا بأس بها قدرتي على الانبهار بأي شئ، وصرتُ أعدّ أي شئ يستعيد لي تلك القدرة شيئاً من الروعة والأهمية في ذكرياتي بمكان.. لذا قررتُ هذه المرة أن أحكي عن ذلك الاحتفال الذي حضرته بالأمس 21 مارس بقاعة المؤتمرات بكليتنا المصون، الاحتفال الثقافي السنوي الذي يقيمه زملاؤنا الماليزيون بالكلية والذي يجمعهم وزملاءهم الدارسين في الأزهر ومن الكليات الأخرى.. وستفهم حالاً لِمَ استحقّ هذا المكان..!

 

دعاني للحفل صديق ماليزي بالسنة الثانية بالكلية هو (أحمد الغزالي) –تحدثتُ عنه سابقاً كما أذكر-، قررتُ الحضور لظنّ في داخلي أن هذا الذي سأحضره سيكون شيئاً مختلفاً.. لم أهتمّ لحاجز اللغة كثيراً فإجادتي للإنجليزية كانت لتسمح لي بتواصل سهل مع الشباب الماليزيين، كنتُ آتياً فقط للتعرف على المزيد من الأصدقاء ولاهتمام شديد داخلي بمعرفة المزيد عن ثقافة وتفكير ومجتمع هؤلاء القوم :))

توقعتُ عند دخولي الكثير من المضيفين والمستقبلين وقوفاً مع أطنان من الزينة والبهرجة هنا وهناك، وكان هذا عكس ما لقيتُ تماماً، فتاتان على البوابة الرئيسية للإشراف فقط على دخول الزوار وبعض شباب على باب قاعة المؤتمرات استقبلني أحدهم، شاب أسمر مهذب ألقيتُ السلام عليه بالعربية وسألته عن مكان القاعة فأخبرني. دخلتُ ليقابلني مشهد العديد من (الستاندات) يقف عليها شباب وفتيات يبيعون تذكارات وسلعاً خفيفة مختلفة.

 

تجد في هؤلاء قدرة فطرية على حفظ النظام!

حلّ بعد وصولي بقليل وقت صلاة المغرب، فوجدتُ الشباب يتخذون موقفهم على حصير مفروش في جانب من مدخل القاعة، بنظام وبساطة شديدتين، هكذا دخلت في الصف الأخير وجاورتُ أخّاً ماليزياً وجدته مشكوراً يفرش لي كوفيّته على الأرض لأسجد فوقها كي لا تلامس رأسي البلاط البارد، فأجبرني على أن أندهش وأسعد حقاً بفعلته البسيطة اللطيفة تلك.. وبينما أصلّي انتبهتُ للموقف: أصلّي برفقة أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني ولا نتكلم حتى اللغة نفسها، لكننا جميعاً نتشارك في التكبير والتأمين وتُتلى علينا الآيات نفسها ونمارس الشعائر نفسها.. شعرتُ حقاً بروعة أن تكون مسلماً، وأن تشعر أن إخوانك في هذا العالم الكبير كُثُر.. :)

 

كان من ضمن تلك الاستاندات اثنان أو ثلاثة على كل جانب لتوزيع ما بدا لي طعام الغداء للضيوف قبل الحفل، كان الشباب والفتيات يقفون في طوابير ويتلقّى كلّ منهم بعض الأرزّ الأبيض وقطع اللحم المُبهَّر في طبق من الفوم بداخل كيس صغير.. ولأنني كنتُ في شوق للتجربة طلبتُ أنا وصديقي المصري صفوت من أحمد الغزالي أن يناولنا القليل، وهو ما حدث وجلسنا نتناول وجبتينا مع الغزالي وبعض زملاء آخرين منهم (أيمن دان)، (ذو الكفل)، (نجيب)، (ذو الفَهم).. ما أزال أستمتع كثيراً بمجرد سماع أسمائهم، ربما سأعيش وأموت قبل أن أجد مصرياً يسمي ابنه (ذو الكِفل) :))

ولأن أيمن دان في السنة الرابعة مثلي وجدتني أتبادل الحديث معه أكثر، كان متقناً للإنجليزية فوجدتُ التواصل بيننا أسهل ما يمكن ووجدته هو ودوداً بشكل مدهش فصحبني من بعدها وطوال الحفل حتى نهايته..

 

ودعني هنا أحكي لك قليلاً عن الطعام نفسه ومراسم الأكل، ببساطة شديدة: الشباب يلتفون في حلقة كبيرة أو يجلسون على السلالم، يتناولون الطعام بأيديهم وبتواضع مدهش ومهارة، إن شبع أحدهم وتبقى منه طعام يلفّه ببساطة في الكيس المرفق مع الطبق ويضعه في كيس أسود كبير مخصص، ويعيد الطبق للمنظمين ليُعاد استعماله كما أخبرني أيمن، وهو ما اندهشتُ له حقاً.. وكل مصري يقرأ هذا يعلم أننا نفعل عكس هذا كله تماماً، والله حليم ستّار بقى :))

الطعام نفسه ليس أكثر من أرزّ أبيض عادي وقطع لحم بالبهارات، كان الأرز بلا طعم تقريباً بدون البهارات وأظنهم لا يضيفون فيه مِلحاً كما نفعل، لذا كنتُ أخلط الأرز بقطع اللحم وآكل الاثنين معاً.. ولأول مرة منذ سنوات أمارس متعة حقيقية اسمها الأكل باليدّ! :))

 

بعد الطعام، صحبني أيمن دان إلى داخل القاعة وأجلسني بجواره قبل بدء الحفل بدقائق، ولاحظت أن التنظيم بسيط جداً ولكنه في منتهى الدقة والنظام، وحتى الأشخاص نفسهم ضيوفاً أو منظمين يبدون كأنهم منظمون بالفطرة ويفعلون ماذا يفعلون تماماً وأين يذهبون ويجلسون، ولم أجد في الزينات وإعدادات الحفل أي بهرجة زائدة أو تكاليف باهظة، بعض أدوات وأشياء بسيطة زهيدة الثمن تتحول بأيدٍ ماهرة إلى عمل احترافي بارع..

 

IMAG0341

وقد بدأ الحفل بخطبة طويلة نوعاً لعضو سابق بالبرلمان هو (الدسوقي كليب) بترجمة للماليزية من شاب هادئ هو (محمد شفيق) الذي تعرفتُ عليه لاحقاً.. وكانت الخطبة عن أمور عدة منها أزهى عصور الخلافة وبعض تراثيات وبعض عبارات عن التكاتف بين المسلمين وضرورة طلب العِلم والتعاون في سبيله. طالت الخطبة كثيراً وبدأت الترجمة تصعب على شفيق خاصة مع استشهاد الرجل بأبيات شعرية تحتاج من المترجم لأن يكون دارس أدب عربي! كنتُ من حين لآخر أشرح بعض ما يقول الدسوقي لأيمن، ووجدتُ منه تجاوباً واهتماماً شديداً :)

 

IMAG0347

انتهت الخطبة ثم بدأ بعض أعضاء اتحاد الطلاب الماليزي بطنطا والجمهورية في الظهور تباعاً على المنصة لإلقاء كلماتهم بهذه المناسبة.. لم أفهم كلمة بالطبع غير أن أيمن كان يشرح مضمون الكلمات باختصار لأكون في الصورة. وبعد أن انتهى (عبد العزيز بن علي) رئيس اتحاد الطلاب الماليزيين من إلقاء كلمته حانت لحظة افتتاح الحفل، تلك التي كانت مبتكرة لأبعد حد: منصة مرتفعة عليها شعار اتحاد طلاب الطب الماليزيين تحتها صندوق صغير مفرّغ مفتوح فتحة مستطيلة من أعلاه، لم أفهم تماماً أهميته سوى لحظة الافتتاح حين وضع عبد العزيز بن علي مفتاحاً رمزياً كبيراً في فتحة الصندوق، فبدأ شعار الاتحاد يدور حول محوره بحركة هادئة مبهرة للوهلة الأولى! انبهرتُ حقاً بتلك اللمسة الذكية من المنظمين!

بعد ذلك بدأ عرض تقديمي على الباور بوينت عبارة عن صور جماعية كثيرة في حالات مختلفة لطلبة ماليزيين تحكي فيما يبدو ذكريات عزيزة جداً لديهم، بتصميم احترافي رائع يليق بذكريات كتلك، بدا أمامه كل عرض تقديمي مصمم بأيدٍ مصرية لعب عيال :))

 

IMAG0351

ثم بدأ تقديم فقرات الحفل، وتولى ذلك شابان ماليزيان أحدهما يمثّل الجنس الصيني في ماليزيا (يُدعى محمد سازاريان) والآخر الجنس الهندي، حيث شرح لي أيمن أن ماليزيا فيها جنسان بشريان غير الماليزيين العاديين (مالاي) هما الماليزيون الصينيون والماليزيون الهنود، أو حسب ما فهمت! ^^

وكانت الفقرة الأولى في الحفل من نصيب فرقتي إنشاد، قدمتا بضع أناشيد باللغة الماليزية وأخرى بالعربية –لم أفهم منها شيئاً كذلك ^^” –، وقد قدمتا عرضاً رائعاً أمتعنى فعلاً، أذكر أن الثورة السورية وقضية فلسطين كانتا موضوعين رئيسيين في عدد من تلك الأناشيد، وكانتا بصفة عامة تيمة مميزة للاحتفال ككلّ.. أسعدتني فكرة أن تكون ثورة سوريا مركز اهتمام بالنسبة لهم :)

 

IMAG0359

ثم بدأ الجزء المُسلّي جداً من الحفل: استعراض عبقري لفنّ قتالي ماليزي نسيتُ اسمه للأسف، ظهر فيه حوالي عشرة شباي يرتدون ثياباً مميزة ويشتبكون بشكل فنّي في معارك بدت حقيقية جداً بالصرخات القتالية القوية والأسلحة والحركات السريعة البارعة من الشباب، والتي أثارت حماسي بالإتقان العالي فيها والذي حوّل الأمر كله لما يشبه قتالاً حقيقياً تترقّب نهايته بفروغ الصبر! ذكرتني إحدى الإشتباكات بالعصيّ بالتحطيب :))

 

IMAG0363IMAG0364

تلا ذلك استعراضان راقصان طويلان، أحدهما بدا في الأسلوب والأزياء كالرقصات الصوفية، غير أن تلك كانت أكثر براعة، كان تزامن حركات الشباب ورقصاتهم ودقاتهم على طبولهم الصغيرة يعطي الإنطباع أنهم يقرأون أفكار بعضهم البعض، أو على أقل تقدير تدربوا على ما يفعلون منذ شهور! أما الاستعراض الآخر فكان لمجموعة أكبر من الشباب غير أنهم كانوا جلوساً أرضاً هذه المرة، ينشدون بالماليزية ويؤدون بآلات مختلفة غير وترية.. ما أبهرني في الاستعراض بعد تلك الحركات المتناسقة والأداء الواثق المندمج هو البساطة المطلقة في كل شئ، كمؤثرات وأزياء وإضاءة وكل شئ آخر..

 

دامت الاستعراضات الراقصة مدة حوالي الساعة والنصف أو الساعتين، وتخلل كل فقرة فقرة قصيرة للسّحب على جوائز مختلفة للحاضرين.. أحببت الفكرة ووددتُ لو كنتُ حصلتُ على شئ ولو كان كوباً :)))

وكانت الفقرة الأخيرة في الحفل ثلاث مسرحيات قصيرة مختلفة الموضوع، شارك فيها كلها أحمد الغزالي مع مجموعة من الشباب الآخرين، كانت الأولى عن ثورة سوريا، وقد أبهرني حقاً الأداء وانفعال الشباب الممثلين وكذلك المؤثرات البصرية الجيدة على بساطتها،وكانت الثانية تحكي قصة مجموعة طلاب ماليزيين انتقلوا للدراسة في الأزهر بالقاهرة، بشكل ما شعرتُ أن الأزهر يمثل لمسلمي ماليزيا قيمة كبيرة، فرغم أن المسرحية كانت كوميدية إلا أن فرحة الطلاب بانتقالهم للأزهر بدت شيئاً حقيقياً وانفعالاً صادقاً يبدر عن أي شخص قد تواتيه الفرصة للدراسة في الأزهر، وبشكل ما يبدو الأزهر شيئاً معظماً جداً في قلوبهم..!

وكانت المسرحية الثالثة والأخيرة عن الحدود في الإسلام وظروف وأحوال تطبيقها..! والحقيقة أنني تعجبتُ لهذا الموضوع الأخير خاصة.. أبداً لم أجد أعمالاً فنية ولو حتى من تيارات إسلامية تناقش هذه القضية بالذات، وبدا لي هذا العرض فكرة جيدة جداً في الواقع.. :)

 

IMAG0338

استمرّت كل تلك الفعاليات حتى الثانية عشرة من صباح يوم كتابة هذه السطور، 22 مارس! وبنهاية العرض انتهت تجربة استمتعت فيها بكل لحظة ورأيتُ فيها كثيراً مما هو مسلٍ ومختلف جداً عن كثير مما رأيت.. ربما لا أبالغ حين أقول أن احتفالاتنا الطلابية لا تقارن بشئ كهذا، احترافية عالية بأقل قدر من الإمكانيات وبأقل تكاليف ممكنة وبدون إسراف، وبنظام شديد اتبعه الجميع باحترام كامل، قدر هائل من الإمتاع والبراعة في إعداد كل فقرة على حدة ومتابعة جيدة من الجمهور الذي تخطى الألف على أقل تقدير، ومع كل هذا تلقائية وبساطة شديدة في التعامل.. تكفيك عاداتهم في الطعام وتبسطهم حتى مع غير الماليزيين بل وإقبالهم على التعرف عليك والحديث معك رغم صعوبات اللغة واختلاف الأجناس.. الكثير من الودّ والتواضع الصادق والنظام، والحياء الواضح من الفتيات والابتسامة الملازمة للشباب فيهم..

ربما ما أزال أجد صعوبة في تمييز الوجوه، لكن ما تزال الأسماء عالقة بذهني ومعتزّ جداً بكل شخص صادقته في هذا الحفل.. (أيمن دان) رفيق الكفاح في رابعة وزميل الموسيقى اليابانية ومترجمي  :)) ، (ذو الكِفل)، (ذو الفهم)، (نجيب)، (محمد سازاريان) الشاب الكوول :)) ، (محمد شفيق) المترجم الصبور، (عين الدِنّ) الطالب بالسنة الأولى الذي تعاني إنجليزيته صعوبة، (أحمد) الشاب الأزهري الذي فرش لي كوفيّته لأسجد، وربما لن أنسى هذا الموقف على بساطته.. :)

 

شباب، أنتم رائعون جداً، ولم أندم على دقيقة من وقتي معكم، ولسوف أكون أسعد بأن أراكم دائماً إن شاء الله.. فلتعدّوا مصر وطنكم الثاني، وأعدكم صادقاً أن أكون لكم أخاً فلا تشعرون بالغربة :)

 

 

شكراً..

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

فيروزة.. :)

بسم الله الرحمن الرحيم

مش هحتاج أفكّركم طبعاً بفضل “الحمد لله” اللي “تملأ الميزان” واللي هي من أفضل كلمات ممكن الواحد يقولها بعد سبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر..

بس بأمانة، إحنا بنشكر ربنا من قلبنا في اليوم كام مرة؟ بتحسّ بإنك فعلاً وحقاً وصدقاً ممتنّ لربنا إمتى وإزاي؟ كام مرة في اليوم / في الأسبوع بتشوف أو بتيجي في بالك نعمة معيّنة فبتروح مبتسم أوي من قلبك وتلاقي نفسك بيرتعش من نشوة الفرحة بالنعمة دي وتروح شاكر ربّنا أوي عليها، وحتى تشكر النعمة دي ذات نفسها؟ جرّبت؟

يمكن تكون عندك صعوبة شوية في الحكاية دي، وأنا نفسي لقيت نفس الصعوبة كتير.. بس خليني بقى أحكيلك حكاية (فيروزة).. ^^

شفت (فيروزة) لأول مرة في يوم كنت راجع فيه الكلية من مشوار كنت فيه، لقيتها واقعة على الأرض مش باينة خالص ومحدش شافها غيري.. بلية صغيّرة لونها أزرق هادي كده، اللون اللي بيسموه (فيروزي)، عجبني لونها وشكلها غير إني أصلاً بعشق البلي والحاجات الصغيرة دي، عشان كده خدتها وحطيتها في جيبي.. وعشان لونها ده بالذات قررت أسميها (فيروزة)! ^^

فيروزة :)

وبعدين قررت أستعملها لغرض معين كده: قررت إني أخليها معايا في جيبي بصفة مستمرة، وكل ما ألمسها في أي مناسبة ممكنة أبصّ حواليا على أي حاجة –أي حاجة بمعنى أي حاجة- وآخد لحظة عشان أفتكر فايدة الحاجة دي وفضلها عليا وأشكرها بعمق، وبالتالي شكري للحاجة دي هيخليني أقول (الحمد لله)..

لما جربت الحكاية دي لمدة يوم، حسيتها فرقت معايا كتير جداً..بقيت كل شوية أمسكها وأفكر في أي حاجة أنا ممتنّ ليها جداً: الأكل، الهدوم، النضارة، الموبايل، الكمبيوتر، الميّة اللي بتوضا بيها، الصلاة وإني مسلم، الأقلام والورق وسريري وأوضتي والصور اللي معلقها، مكتبي وكتبي، المزيكا اللي بسمعها وبنيامين ولنكن بارك وسكيليت، أصحابي والكلية والراوند والحالة اللي بتدخل لنا…. والقايمة طويلة!

وبجد بدأت أحس إني بقول (الحمد لله) بصدق أكتر، وبامتنان حقيقي لربنا على النعمة، مش مجرد (شكراً) روتينية كده!

وحتى الحاجة اللي تبان إنها ملهاش قيمة أو هايفة أو حتى دمها تقيل بشكر ربنا عليها.. لأنها بتعرفني قيمة الحاجة الأحسن وبتعمل في خبرتي كبني آدم تنوّع ظريف! ^^

طيب.. هتسألني عن النتيجة أكيد؟ النتيجة –أبسط حاجة- إن موودي بقية اليوم بيبقى جميل جداً ومستقرّ، مش بتوتر ولا بقلق ولا بتضايق بسرعة لأني بقدر ألاقي حاجة في الموقف أبقى ممتنّ ليها ومرتاح بيها فبهدأ.. بقدر أركّز أكتر في كل حاجة وحواسّي ازدادت قوة شوية.. وحتى مسار اليوم نفسه بدأت ألاحظ إنه بيتغيّر وبيتحسن ومن غير إرادة مني: حاجات بيبقى نفسي فيها بتحصل وحاجات كويسة جداً بتحصل من غير ما أطلبها أصلاً ولا أتوقعها، بشوف ناس بحبهم جداً وأتكلم معاهم وألاقي معاهم حلول لمشاكل سخيفة عندي.. ومن حيث لا أدري ولا أعلم والله! :)

لما تكون عندك أداة معينة بتربطها بفعل بتعمله، هتلاقي نفسك مع الوقت بتربط استعمالك للأداة دي مع الفعل ده لا إرادياً، هتعمله بدون تفكير وهيبقى سهل جداً بالنسبة لك وعادة حميدة.. بالضبط زي فكرة المنبه! ^^

و(فيروزة) بالنسبة لي بقت أداة بستعملها عشان أعوّد نفسي على عبادة شكر الله باستمرار.. كل ما ألمسها أبصّ لأي شئ في الجوار وألاقي أي سبب عشان أكون ممتن للشئ ده وأقول (الحمد لله).. ساعتها بحسّ برعشة جميلة أوي بتسري فيّا، وبلاقي ابتسامة تلقائية جداً اترسمت على وشّي.. وبالتدريج بزوّد عدد الحاجات اللي ببص لها ساعة ما أمسك (فيروزة) عشان أزوّد وأعلّي الشعور ده جوايا أكتر وأكتر لحد ما ألاقي نفسي بقيت أحسن.. :)

(فيروزة) بدأت تبقى بالنسبة لي حاجة كده زي بلورة سحرية صغيرة ببص بيها على العالم بشكل مختلف شوية.. لونها الفيروزي اللطيف وحجمها الصغير ده بحبهم أوي، مسهلين عليّا المهمة كتير أوي ومحببيني فيها.. يمكن النظرة المختلفة دي بسيطة جداً وبتتكوّن ببطء شديد، بس عندي أمل في ربنا إن تعويدي لنفسي على العادة الحسنة دي هيفرق كتير أوي معايا في حاجات كتير.. بدأت بجد أحسّ إن (فيروزة) بتجمّع طاقة غريبة كده بتخليني كل ما ألمسها بس بحسّ براحة كبيرة! ^^

أعتقد إنك لو جربت حاجة زي دي هتفرق معاك كتير.. أصدقاء ليا –سعيد بجد بثقتهم- طلبوا مني أكتب عن أيّ حاجة ممكن يكون فيها علاج أو تخفيف للاكتئاب.. وأعتقد إن الإمتنان وحمد الله باستمرار وبصدق ومن القلب أسهل وأحسن علاج لده.. ساعتها والله هتحس إن أي حاجة مضايقاك ملهاش أي تلاتين لزمة ولا مستاهلة.. حاجة خسرتها؟ عندك بدالها مليون حاجة وقدامك مليون اختيار تختار منهم، وعندك طريق حياتك تختاره بنفسك ومحدش ليك فيه شريك.. :)

ومش لازم بالمناسبة تكون عندك (فيروزة) عشان كده، أنا مخليها معايا عشان تسهل عليا الأمر بس.. لو تقدر تعوّد نفسك في أوقات معينة من اليوم تمارس عادة (الحمد) لحاجات كتير حواليك ولو عشوائياً ودفعة واحدة، هتلاقي الحركة دي فرقت معاك كتير أوي وغيّرت لك مسار يومك.. المهم تعملها بضمير وبصدق.. لو يومك كله حاسّه كذبة كبيرة ومليان زيف، خلّي دي الحاجة الوحيدة الصادقة في اليوم كله.. متعرفش، يمكن ربنا بالفعل البسيط ده يدخلك الجنة :)

وبالمناسبة، الفعل ده عند بعض الناس بيتسمّى (عاصفة من الامتنان)! ^^ فكّر فيها من الجانب ده وجرّب اعملها، جربتها كتير وبتبسطني أوي على فكرة.

جرّب.. اشكر ربنا، اشكر كل حاجة وحدّ حواليك، ولو معندكش مانع اشكرني، مش عشان خاطري، عشانك :)

محمد الوكيل

A.M.Revolution

خرافات شائعة (1) (عن الفن والطب والدين والرجالة والبنات والوكيل وأشياء أخرى)

(سلام طاير داير لعمنا الكبير أوي محمد سويلم، المُلهم الأعظم :))) )

– مسرحية (كده أوكيه) دمها خفيف وتضحّك.

– هند صبري في مسلسل (عايزة أتجوز) –اللي كانت بتعوي طول المسلسل في كل مناسبة ممكنة- فظيعة وملهاش حل وتضحّك وخفّة.

– الأنمي والكارتون للأطفال وبس.

– موسيقى الميتال هي لعبادة الشيطان، على أساس إني ناصب الصنم في البيت وقاعد بطوف حواليه سبع مرات قبل ما أروح الكلية الصبح.

– أمّ كلثوم إلهة الغناء العربي ومتولدش ولا هيتولد زيها واللي ميحبهاش متخلف عقلياً.

– عبد الحليم فظيع وملوش حل واللي ما بيحبوش حمار ومتخلف عقلياً برضه وربما يستحقّ الإبادة العرقية هو واللي يتشددوا له كمان.

– (أنا مش كافر بس الجوع كافر) بتاعت زياد الرحباني حلوة وكل اللي بيسمعها مثقّف.

– الأغنية السابقة بتتقال لكلّ إسلامي كلامه ما بيعجبكش (على أساس إنهم ماسكين كفّارة بالكهرباء).

– طالب الطبّ مجرد ما يدخل الكلية بيبقى بيعرف يدّي حقن ويقيس ضغط ويكتب أدوية ويعمل جراحات ويخيّط ومفيش مانع يكون بيعرف يزرع كبد كمان بالمرة.. ميعرفوش إنه لحد سنة رابعة مبيعرفش يعمل إكزامينيشن لعضلات العين حتى =.=

– الشباب في كلية الطبّ ذئاب لابسة جلد بني آدمين ومنتظرين الفرصة المناسبة.

– أي شاب في طب بيكلّم بنت –حتى لو بيديها قلم وقع منها- يبقى بيحبها ومش قادر يعيش من غير التراب اللي بتمشي عليه، وأي اتنين بيتكلموا مع بعض ولو كانوا بيتكلموا قدام مكتب العميد شخصياً مرتبطين وهيتخطبوا قريب “مع ملاحظة إن الناس بتتعامل على هذا الأساس :)) ”

– بلاش تتجوّز دكتورة :))

– المريض في المستشفى الجامعي بيُعامل كإنسان مش كبهيمة.

– الرجالة كلهم كبيرهم وصغيرهم كلاب تندبّ في عينيهم رصاصة.

– البنات ما بيفكروش في حاجة في حياتهم غير المذاكرة والكلية ومن بعدهم الجواز.

– كل واحد بيمسك مايك في جامع ودقنه طويلة وبيتكلم عن “الغرب وأعداء الإسلام” شيخ وفقيه.

– الغرب موراهوش أي حاجة في الحياة غيرنا.

– الدين أفيون الشعوب.

– كل رجل دين ابن كلب –مسلم مسيحي بوذي مش فارقة- وكلّ واحد بدقن حقير وواطي ووصولي وبياكل بالدين (آه وبيلحس البيّادة برضه :)) )

– كل المثقفين كلاب سلطة وبيكرهوا الإسلاميين وعايشين في أبراج عاجية.. آه و علمانيين/اشتراكيين/فوضويين/أناركيين، وملحدين وبيشتموا ربنا (عشان تكمل الوصفة بس :)) )

– كل واحد إخواني (ضع شتيمة قبيحة بين الأقواس) وكل واحد منشقّ عن الإخوان دماغه حلوة وعبقري.

– عمرو موسى راجل محترم وسياسي محنّك.

– المجلس العسكري حمى الثورة (قديمة =.=)

– الثورة ثورة الشباب.. على أساس إن اللي  بيترشحوا للرئاسة كانوا بيلعبوا في دوري المومياوات تحت 7000 سنة.

– مصر مش ميدان التحرير.. أكيد، فيها ميدان الحريّة وميدان مصطفى محمود وميدان الساعة وميدان اسكندرية إلخ إلخ إلخ..

– مينفعش تكون ناجح في مصر.

– كلمة (بنّوتة) كلمة لطيفة وظريفة.

– الشاب اللي بيقعد على قهوة صايع ومنحرف وموراهوش شغلانة في حياته ومتسكّع.. (الشيخ عقدة اللي بيقول مش أنا :P )

– اسكندرية محروسة من الإنس ومن الجان وفيها 300 ألف سفينة ع البحر ماشية تتمخطر كما قالت خالدة الذكر داليدا.

– أهل مصر عيونهم سود ولابسين عقود فلّ وياسمين كما قالت خالدة الذكر داليدا برضه :))

– فيه حاجة اسمها نضارة حفظ نظر.

– اللاصقة السحرية والسيجارة الإلكترونية.

– أي حد بيكتب كلام مش مفهوم أديب، وكل واحد من النوعية دي له الحقّ إنه يبقى متعجرف ويتريق على خلق الله، على أساس إنه مخلوق من مارج من نار.

– محمد الوكيل ما بيفهمش حاجة وبارانويد وسلفيو-فيليك :))

– محمد الوكيل كاتب رائع وعظيم ومدوّن ملوش حل :))

– اللي أنا كتبته ده كله تدوينة :)))

محمد الوكيل

A.M.Revolution