منشور في موقع كلامنا http://kalamna.net/?p=637
المجد للرايقين في أيام زي دي، منهم الشباب المثقف اللي ما بيعملش غير القراءة وفقط، وأصدقائي من الدول برة مصر، وأصحابي الماليزيين هنا في طنطا (ميعرفوش أساساً إن فيه مظاهرات ولا اشتباكات ولا الهوا ) : ))))
الوكيل..
*****
في الأوقات اللي زي دي، بتعمل إيه يا كبير؟
آه آه، أوقات لما يكون فيه لَبَش والعالم بتاعت السياسة دي عمالة تتخانق مع بعض اللي إخوان واللي فلول واللي ثورجية/ثوار واللي بردعاوي وحمديني وحازم إلخ، وكلهم شغالين خناق وعاملين فيها بيختلفوا ف الرأي وكده؟
ممكن تبقى ثوري/ثورجي (تيارات بقى وإنت فاهم طبعاً..) ومخنوق أوي و(خلقنا لنعترض) وروحك في مناخيرك وساعات بيبقى نفسك تولع ف البلد وتهاجر وبعدين تحنّ وتقول لأ برضه بلدي وبتاع.. ممكن تكون إسلامي وناقم على اللي فوق دول ومقضيها تريقة من تحت لتحت أو مباشر وشتيمة وعلى لسانك كلمة “علمانيين ليبراليين متوحشين” ليل نهار، أو بتتكلم بتهذيب ومتضايق منهم برضه وبتعبر عن وجهة نظرك وبتتفادى الخناق، أو شغال جرّ شكل وخلاص.. ممكن تكون (شخصوي) أصيل عاشق لشخوص معينة وعمال تتخانق مع طوب الأرض عشان تلمعهم وتبرر أخطاءهم الكثيرة اللي زي الغسيل المش نضيف.. بيسموك أحياناً خروف أو عبد أو مبرراتي وممكن متبقاش كده بس عادي يعني..
ممكن حتى تكون واحد واخدها “خير الأمور الوسط” وبتحاول توفق بين وجهتين النظر وبتختم كلامك كله بالدعاء للبلد وللي بيتخانقوا أو حتى الدعاء عليهم –لما بتجيب آخرك- بإن ربنا يشفيهم أو يهديهم أو ياخدهم أحياناً (أيوة! أنا عندي نفس المشكلة دي!)
طيب.. مين بقى الطرف الخامس؟ آه هما، الناس الرايقة اللي بتضحك على طول.. أو اللي بتسكت على طول!
أيوة هما أصحابك دول اللي بتشوفهم ع الفيس بيشيّروا أغاني أجنبي أو عربي (عمرو أو أغاني صوفية أو أياً كان) وبيقعدوا يكتبوا كلمات أغاني أو يتكلموا عن أي ماتش ماضي أو قادم، ويشيروا عبارات رومانسية حالمة أو إسلامية رومانسية حالمة برضه (آه كتروا أوي دول دلوقت) أو عبارات تحفيزية أو صور أطفال صغيرين، أو يكتبوا عن روقان بالهم أو عن مشاريعهم للنهارده أو الأسبوع الجاي أو رحلتهم الأخيرة للسينما أو حلقة ديكستر اللي كانوا بيشوفوها امبارح أو أو أو..
السؤال الأساسي بقى: إنت لازم تكون مع حد من الأربعة “الإيجابيين” إن شئت؟ يعني، لازم تبيّن إنك ثوري أو إسلامي أو إنك عاقل وفاهم وعقلاني وكده يعني؟ لازم تدلي بدلوك ولازم تتخانق مع ده شوية ومع ده شوية ولازم ترفع ضغطك وتعلّي سكرك؟
ممكن تكون بتعمله وإنت مقتنع إنه له فايدة؟ آه وارد ومن حقك ساعتها، بس.. تعمله وإنت عارف إنه ملوش لزمة ومش هيفيد فعلياً ليه؟ بتخاف على برستيجك مثلاً إنه يتقال إنك مكانش ليك موقف في موضوع كذا؟
قولي، إنت بتحس براحة في نفسك لما تتظاهر إنك مهتم وإنت في الحقيقة نفسك ترتاح وتروق أعصابك ودماغك؟ الحقيقة معتقدش.. وحتى لو أردت إنك ترتاح هتلاقي دايماً اللي يجرجرك.. منشن من واحد صاحبك، مكالمة، حد ف التلفزيون غاظك، تويترجي غبي بيمارس هوايته ف الغباء.. مش كده؟
طيب.. جرب تكون صادق مع نفسك، وترتاح وتبعد.. صدقني مش هتفرق مع حد ولا حد هيحتاج وجهة نظرك في حاجة، إنت مش البرادعي ولا حمدين يعني.. لو إنت فعلاً مش في مكان مسؤولية فعلي وعندك في حياتك الشخصية حاجات ممكن تكون أفيد وأنفع، ليه تسيبها وتتخانق ف السياسة؟
روقانك وإنشغالك في حياتك الشخصية مش لازم يكونوا عيبة أو سلبية منك.. بالعكس، ممكن يكونوا إيجابية في حقّ نفسك إنت.. لو إنت شخص مضغوط وعرضة للضغط والعصبية أكتر من غيرك، تجبر نفسك تتحطّ فيهم ليه؟ بتنتحر؟ ده حتى حرام يا أخي! ممكن يكون روقانك وانشغالك بحياتك أفيد لناس كتير بتحتاج اللي بتعمله ده.. وكل واحد في مكانه عارف إيه اللي بيعمله وبيفيد غيره فعلاً غير النقاش ف اللي قاله مرسي أو اللي همس بيه البرادعي أو التفة اللي تفها حمدين امبارح العصر..
نصيحة بقولها ليك ولنفسي: اعمل اللي إنت شايفه صح.. طظ في البرستيج واللي هيقولوه.. دي حياتك وإنت اللي هتُسْأل عنها.. ضحّي بيها وضيعها في حاجة عِدْلة.. جرب حتى تنعزل وتتفرغ للي يفيدك إنت ع المستوى الشخصي إنشالله تقرا ولا تسمع مزيكا ولا تشوف أفلام أو حتى تذاكر –يا أخي!- لو طالب طب فاشل زي حالاتي : ))
وبصراحة بقى، مش هيبقى حلو ربنا ييجي يسألك يوم القيامة عملت إيه في حياتك تقوله: ضيعت تلت حياتي هري فاضي ف السياسة..
دعوة للروقان أو للمشي ورا ضميرك، وبس.. J
“إهداء للصديقة نهى الماجد، والمجد للرائقين في الأرض.. :) “
محمد الوكيل
A.M.Revolution