“ليست سوى كلمة دائمة الترددّ في الذهن.. عقل يحاول التظاهر بالاهتمام وبأنه يريد حلولاً أصلاً.”
*****
* في لقاء قصير ممتع جمعني ببعض الرفاق والوجوه المألوفة من الأصدقاء في كليتي، جلسنا نتدارس كتاباً هو “الإسلام بين الشرق والغرب” لعلي عزّت بيجوفيتش، لم أكن قرأتُ الكتاب بعد –وهي رحلة طويلة فعلاً ستتطلّب من وقتي كماً لا بأس به- إلا أنه لفتت نظري عبارة قالها صديقي محمود هدهود –أعتقد؟- ، متحدثاً عن الجماعات الإسلامية في تونس بعد الثورة وما إذا كانت مجرّد “جماعات هوية” أم جماعات نهضة حقيقية فعلية؟
وجدتُ أن السؤال يصلح للإسقاط على واقعنا.. لِمَ لا؟ التفكير في إجابته يدعوك للقلق كذلك:
هل تياراتنا وفرقنا الإسلامية داخل حدود مصر، رغم كل مجهوداتها الواضحة سياسياً واجتماعياً ربما سلبية أو إيجابية، هل هي ليست سوى تيارات تحمل “الهوية الإسلامية” تسير في شوارع المجتمع رافعة راياتها ولافتاتها لتعود ليلاً تركنها في الصناديق، والاسم “إسلاميون” نتذكّر التاريخ نتحسر عليه ونختلف في بعض تفاصيل وعلى هذا فقط؟ هل نحاول شيئاً بالنسبة لتلك “النهضة” التي تحولت لقلشة سخيفة ماسخة رغم أهميتها وخطورة معناها؟
نعم ولا..! نعم، نمتلك القدرة والطاقة الكامنة ربما على الأقل لنعطي جيلاً قادماً ما يكفي من التنظير والأسس الفكرية الصحيحة لبدء نهضتهم الحقيقية والانطلاق، قاعدة بدء إن شئت.. لا؟ انغمسنا حتى النخاع في شجارات تافهة وخلافات ونزاعات، نسينا أننا جزء من المجتمع فأصبنا بعدوى السطحية والتفاهة والنزاع والفشل وذهاب الريح..
المشكلة أننا إسلاميون، جميعاً، وننسى دلالة هذا.. ننسى تماماً.
بقى قول واحد: “معرفة” أمل خافت آخر سيكون منارة ساطعة يوماً ما.. أثق بذلك.. الله لا يضيع أجر من أحسن –وأتقن وأدقّ- عملاً.. وسوف لن يخيب مسعاكم شباب :)
* أتعلم؟
المشكلة أنّ الكتابة تحتاج لجرأة حقيقية.. لا، ليس دائماً الكتابة عن مواضيع يسمونها “جريئة” أو “صادمة” أو “جديدة”، مجرّد الكتابة.. الكتابة ولو عن مواضيعك المعتادة.. الكتابة عن موضوع مختلف عن مسارك العاديّ.. الكتابة “عنها” مثلاً –إن وجدت أصلاً-، الكتابة في السياسة، في الدين، في الوجود والعدم، في الفنون المعقدة غير المفهومة…
خوف من سوء العاقبة؟ ثقل مسؤولية؟ خوف من النقد؟ ضعف أسلوب؟ لا تحبّ ما ستكتب فيه؟ كل شئ جائز..
لكنك –أكيد- تتفق معي أن الكتابة إنما هي نعمة/لعنة نتمسّك بها نحن حتى نحترق بها فنسطع، وسحقاً لها من لعنة محببّة للذات تقودك لأعتى الطرق غموضاً ومجهوليّة..
* “عابرون في كلام عابر”..
هل كون هؤلاء “عابرين” في حياتك صفة دائمة لهم؟ ألا يوجد هناك من هم مقيمون أبداً تأنس بوجودهم وتشعرهم رفاق رحلة لا عابرين؟ أم أن العبور العابر هو محض صفة دنيوية أنت لم تعتد عليها، فصرتَ تشعر بالحزن إذ عبروا وفاتوك أو تأخرتَ عنهم أنت..؟
عابرون في كلام عابر.. أم أنتَ العابر؟ أم أنت القصيّ البعيد أبداً؟ ألم يأنِ لك أن تنتهي من هذا؟
* “لكن من أجل أن تسطع، عليكَ أن تمرّ بآلاف الأزمنة”..
غير أنك تتعجّل، جداً، السطوع.. يكفيك ستنهار يا فتى.
* معزوفة بوهيميّة.
“So, You think you can love me and leave me to die..?”
Queen – Bohemian Rhapsody
محمد الوكيل
A.M.Revolution