شارع البحر بطنطا، أكبر شوارعها، أورطى المدينة ومكان أغلب ما هو مُهمّ ولامع وبرّاق فيها، ومهوى أفئدة عشّاق المدينة –القليلين- . عصر الأحد 14 سبتمبر 2014.
قال أحمق ما من عُبّاد الحُكومة أن هذا الشارع، شارع البحر، قد صار قطعةً من أوروبا بعد “تجديده”. ذلك التجديد كان إضافة حارة إلى جانبي الشارع مقابل القضاء على مساحة خضراء كبيرة جداً كانت تحتلّ الجزيرة الوسطى، كانت منظراً رائعاً حقاً ورئة للكثيرين، وممشى رائقاً ومصنع أفكار هادئ في المساء. وقطعاً لم تكن قطعة من أوروبا ولا حتى أمريكا الجنوبية ولن تكون، ولكنها كانت منظراً جميلاً وحسب. وقد نجحوا في تدميره وانتزاع جماله نجاحاً كاملاً في مقابل المزيد من الحياة الزائفة للخرسانة والصّفيح.
نحاول محاولات صغيرة استخراج بعض الذّهب من قلب الطين والرّكام فنلتقط صورة كهذه، تمنح فيها الشمس هِبة أخيرة قبل وقت الغروب لأشجار الشارع، وتذكّرنا بأن هناك أشجاراً وأن هناك شمساً وطبيعة وحياة أخرى غير حياة الحكومة ها هنا. وسنستمتع بها رغماً عن الحكومة وعُبّادها وكُلّ شيء. وإن نُزِعَت منّا الشمس والخضرة سنحفر من أجلهما بأظفارنا.
Breaking Benjamin – Who Wants To Live Forever (youtube)
محمّد..
(هذه التدوينة جزء من حملة تدوين يوميّ باسم #صورة_تحكي ، للتفاصيل راجعوا الهاشتاج في فيسبوك، وصفحة الإيفنت : صـــورةٌ تــَحكـي – (مشروع للتدوين والتصوير)