بسم الله الرحمن الرحيم
مرة أخرى، أعود لأكتب عن الصالون الأدبي الطنطاوي (العزيز) في جلسة جديدة من جلساته الأسبوعية، وهي الجلسة الخامسة والعشرون (اليوبيل الفضي! :D)، بإدارة طارق عميرة وأحمد منتصر، وقد عُقدت جلسة هذا الأسبوع في مطعم بيتزا روما بشارع الفاتح بطنطا كالعادة ^^
وكان موضوع النقاش هذه المرة كتاباً ممتعاً للكاتبة والصحفية الشابة ريم جهاد بعنوان (مذكرات فتاة في الغربة)، تسجل فيه مذكراتها عن الأيام التي قضتها في دولة أيرلندا والمشكلات المختلفة والفوارق الحضارية والفكرية بين هنا وهناك..! كان عدد الحضور اليوم يسر الناظرين فعلاً وكانوا جميعاً من شباب الكُتّاب والمدونين الطنطاويين والدلتاويين، وهم (غير العبد لله): طارق عميرة وأحمد منتصر ومحمد السيد أبو سنة وأحمد عبد الرحيم وأحمد السيد سعيد (ليو) ومحمود شعبان ومحمد عادل غريب والدكتورة ميريهان محمد والأخوات غادة ورانيا محسن وسالي علي-سان ^^ وشرفنا بالحضور للمرة الأولى الكثير من الشباب والأصدقاء الأعزاء هم: حاتم عرفة-كون مصمم غلاف الكتاب وغيره من الكتب الرائعة (سعيد بوجوده فعلاً!) والأستاذ وسيم المغربي مؤلف المجموعة القصصية (محاولات للإبصار) والدكتور عمرو الساهري ومحمد أبو ليلة، والدكتورة تيسير الزميلة بكلية الطب والأخت ضحى حلمي، وطبعاً الأستاذة ريم جهاد! ^^ نورونا وشرفونا جميعاً بحضورهم فعلاً :)
وبالطبع –صار هذا مملاً، صح؟ XD- ننتقل إلى تلخيص سريع لأحداث صالون اليوم مع بعض صور بعدسة العجوز زانجتسو (نوكيا إن 95 ^^):
صورة سريعة قبل بدء الصالون ببضع دقائق، يظهر فيها من اليمين منتصر ورحيم وأبو سنة والدكتورة ميريهان والدكتورة تيسير وريم جهاد، وحاتم عرفة وطارق عميرة ود.عمرو الساهري. بدأت الجلسة اليوم عند حوالي الساعة الخامسة إلا الربع بسبب تأخر ريم وبعض الحضور وحتى تنتظم الجلسة وينتظم الحاضرون.
بدأ طارق الجلسة بمقدمة عن ريم جهاد فذكر أنها طالبة بالسنة الأولى في كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية، وأنها قد بدأت بكتابة كتابها هذا قبل 3 أعوام مضت، ثم طلب من الجميع تعريف أنفسهم في عجالة بدءاً من محمد أبو سنة ^^
بعدها تم إلقاء بعض فصول من الكتاب لإعطاء من لم يقرأه فكرة أوسع عنه، وقد بدأ الإلقاء بـ:
– الفصل الحادي عشر وقد قام العبد لله بإلقائه ^^ بذلتُ جهدي في تحسين الإلقاء فعلاً هذه المرة وأحسبني قمت بعمل جيد ^^"
– الفصل الثالث وكان بإلقاء ريم (وكان لإلقائها أثر أكبر بصراحة ^^)
– الفصل الثامن عشر بإلقاء حاتم-كون ^^
بعد ذلك تحدث طارق باختصار عن أهم المواضيع في الكتاب، ثم سأل كلاً ممن قرأوا الكتاب عن آرائهم فبدأ بسؤالي، وكان رأيي أن كتابة ريم بها قدر كبير من التلقائية مع الحفاظ على جمال الأسلوب إلا أن الكتاب يحتوي بعض مواضيع مكررة إلى حد كبير (الحجاب – الفرق بيننا وبينهم إلخ..) ثم جاء رأي سالي-سان موافقاً لرأيي تقريباً، وكان ما رأته الدكتورة تيسير – من خلال قراءتها للكتاب- أن شخصية البطلة المصرية تسري في دمها وتكوينها أو كما قالت (في الجينات) وهو ما بدا من خلال حوارات البطلة وأفكارها وذكرياتها الدائمة عن مصر.
بعدها تقدم طارق بسؤال لريم عن الفترة الزمنية التي بدأت فيها الكتابة الأدبية، فأجابت أنها بدأت بالكتابة منذ سن 6 أو 7 سنوات (ولا أرى هذا غريباً بصراحة ^^) كما كانت تصمم مجلات متواضعة ذات مواضيع محددة في فترة الطفولة، ثم بدأت بعد سفرها لأيرلندا بكتابة خواطر ونصوص متنوعة. تحدثت كذلك عن بعض الجوائز الصحفية والأدبية التي ربحتها وعن مجالات عملها في الصحافة في الوقت الحالي، كما أخبرت أن فكرة النشر كانت فكرة والديها منذ البداية.
بعد ذلك أدلى محمود شعبان برأي مطول أذكر منه أنه معجب جداً بكتابة ريم إلا أنه يرى أنها (رسمية Formal) بعض الشئ.
ثم عاد طارق ليسأل ريم عما إذا كانت تخطط لكتابة أعمال قادمة فأفادت بأنها لا تنوي كتابة أعمال أدبية جديدة قريباً، كما سألها عن سبب إنضمامها لكلية الإعلام (ولا أذكر الإجابة بصراحة.. آسف ^^")
بعدها استمر أعضاء الصالون ي الإدلاء برأيهم، فأبدى أبو سنة إعجابه بالإلقاء ورأى أنه يليق على طبيعة النص، وكان رأي أحمد السيد سعيد أن شكل كتابة ريم صحفي إلى حد ما، وأنه يميل للكتابة الخيالية أكثر إلا أنه يرى كتاب ريم جيداً. بعدها أدلى طارق برأيه (ولا أذكره كذلك ^^")، وأبدت الدكتورة ميريهان إعجابها بنصوص ريم التي استمعت إليها وذكرت أنها تتفهم ظروف البطلة لأنها مرت بظروف شبيهة نوعاً، وأعجبت غادة محسن بتمكن ريم من تجريد شخص آخر من شخصها هي نفسها وجعلها بطلة المذكرات (وهي نقطة أراها جيدة فعلاً ^^)
بعد ذلك أدلى الأستاذ وسيم المغربي برأي مطوّل دقيق في كتاب ريم، مشيراً أنه لا يصح التعامل مع حنان بطلة المذكرات على أنها ريم نفسها، وخاض مع أحمد السيد نقاشاً حول هذه النقطة، ورأى في سياق حديثه أن الكتب عبارة عن مجرد تدوين لبعض أحداث دون حس أدبي فتدخل طارق مشيراً إلى كتاب ابن عساكر الضخم الذي سجل فيه تاريخ دمشق في فترة طويلة جداً بجلوسه على بوابة مدينة دمشق وتسجيله لاسم كل داخل وكل خارج (!). كذلك ناقش الأستاذ وسيم مجدداً نقطة تكرار قوالب أو (أكليشيهات) معينة في الكتاب مثل الحديث عن حب الوطن ونقطة الحجاب والتربية إلخ.. ودار نقاش بينه وبين الدكتورة تيسير والدكتورة ميريهان عن هذه النقطة بالتحديد، خلصنا منها إلى أن تكرار ذِكْر ريم لمشكلة الحجاب كان بسبب تأثير هذه المشكلة الشديد عليها بحكم سنها في تلك الفترة لا أكثر. تحدث منتصر أثناء نقاش الأستاذ وسيم عن تجربته في تصحيح الكتاب كذلك.
أدلى الدكتور عمرو الساهري برأيه في الكتاب باختصار ذاكراً أن ريم تأثرت في أجزاء عديدة بلهجات العرب الذين صادقتهم في الغربة فكتبت العديد من العبارات بلهجات أهل بلادها كما هي، كما أنه يرى أن ريم تحتاج للمزيد من القراءة والثقافة حسب قوله. كذلك أدلى محمد عادل غريب برأيه فقال أنه يرى أن ريم كاتبة (معجزة) وأنه معجب جداً بالكتاب ^^
بعد ذلك ألقى طارق آخر مقطع من الكتاب كان فيه حديث ذكريات وحنين متخيّل بين البطلة وبين مصر، ثم ألقت ريم نفسها خاطرة من تأليفها لا اسم لها تلاها تصفيق حاد واستحسان شديد من جميع الموجودين مع تعليقات على الخاطرة بأنها (راقية جداً) وأن فيها تأثراً ما بكتابات الأستاذة غادة السّمان.
بعد ذلك تحدثت حاتم عرفة عن تصميمه لغلاف الكتاب فقال أنه في البداية لم يجد قبولاً لفكرة أن يقوم بتصميم الغلاف لظنه أن الكتاب فكرته عادية وتقليدية، إلا أنه غيّر رأيه تماماً بعد قراءة الكتاب فصمم الغلاف بحيث يكون معبراً عن مضمون الكتاب في أقل وأبسط وأجمل عناصر ممكنة ^^
في نهاية الجلسة تقدمت ريم بشكر جزيل للجميع على حضورهم وأبدت سعادة كبيرة بحضورها في الصالون، وقام العزيز حاتم بالتقاظ صورة جماعية للكل قبل المغادرة ^^ (أنتظر منه إرسال نسخة من الصور على الفيس بوك بالمناسبة ^^)
وبذلك انتهت جلسة الصالون لهذا الأسبوع على خير والحمد لله :)
كانت الجلسة هذا الأسبوع ممتعة فعلاً وعامرة بالنقاش الهادف وبالشخصيات الجديدة الرائعة التي تعرفنا عليها وشرفتنا بالحضور اليوم فعلاً، كما كانت النصوص الملقاة ممتعة فعلاً وتحمل إحساساً عالياً راقياً في أغلبها خاصة الخاطرة الأخيرة ^^ فقط كانت الجلسة تفتقر لبعض الهدوء في بعض الأوقات بصراحة ^^
أشكر جميع من حضروا اليوم فعلاً، وأشكر كل من شارك برأي أو ناقش أو ألقى بنص هذا اليوم، والجميع على كل شئ :)
شكراً..
محمد الوكيل