الصالون الأدبي الطنطاوي الخامس والعشرون – مناقشة كتاب (مذكرات فتاة في الغربة) لريم جهاد

بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى، أعود لأكتب عن الصالون الأدبي الطنطاوي (العزيز) في جلسة جديدة من جلساته الأسبوعية، وهي الجلسة الخامسة والعشرون (اليوبيل الفضي! :D)، بإدارة طارق عميرة وأحمد منتصر، وقد عُقدت جلسة هذا الأسبوع في مطعم بيتزا روما بشارع الفاتح بطنطا كالعادة ^^

وكان موضوع النقاش هذه المرة كتاباً ممتعاً للكاتبة والصحفية الشابة ريم جهاد بعنوان (مذكرات فتاة في الغربة)، تسجل فيه مذكراتها عن الأيام التي قضتها في دولة أيرلندا والمشكلات المختلفة والفوارق الحضارية والفكرية بين هنا وهناك..! كان عدد الحضور اليوم يسر الناظرين فعلاً وكانوا جميعاً من شباب الكُتّاب والمدونين الطنطاويين والدلتاويين، وهم (غير العبد لله): طارق عميرة وأحمد منتصر ومحمد السيد أبو سنة وأحمد عبد الرحيم وأحمد السيد سعيد (ليو) ومحمود شعبان ومحمد عادل غريب والدكتورة ميريهان محمد والأخوات غادة ورانيا محسن وسالي علي-سان ^^ وشرفنا بالحضور للمرة الأولى الكثير من الشباب والأصدقاء الأعزاء هم: حاتم عرفة-كون مصمم غلاف الكتاب وغيره من الكتب الرائعة (سعيد بوجوده فعلاً!) والأستاذ وسيم المغربي مؤلف المجموعة القصصية (محاولات للإبصار) والدكتور عمرو الساهري ومحمد أبو ليلة، والدكتورة تيسير الزميلة بكلية الطب والأخت ضحى حلمي، وطبعاً الأستاذة ريم جهاد! ^^ نورونا وشرفونا جميعاً بحضورهم فعلاً :)

 

وبالطبع –صار هذا مملاً، صح؟ XD- ننتقل إلى تلخيص سريع لأحداث صالون اليوم مع بعض صور بعدسة العجوز زانجتسو (نوكيا إن 95 ^^):

 

Zangetsu1217

صورة سريعة قبل بدء الصالون ببضع دقائق، يظهر فيها من اليمين منتصر ورحيم وأبو سنة والدكتورة ميريهان والدكتورة تيسير وريم جهاد، وحاتم عرفة وطارق عميرة ود.عمرو الساهري. بدأت الجلسة اليوم عند حوالي الساعة الخامسة إلا الربع بسبب تأخر ريم وبعض الحضور وحتى تنتظم الجلسة وينتظم الحاضرون.

بدأ طارق الجلسة بمقدمة عن ريم جهاد فذكر أنها طالبة بالسنة الأولى في كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية، وأنها قد بدأت بكتابة كتابها هذا قبل 3 أعوام مضت، ثم طلب من الجميع تعريف أنفسهم في عجالة بدءاً من محمد أبو سنة ^^

بعدها تم إلقاء بعض فصول من الكتاب لإعطاء من لم يقرأه فكرة أوسع عنه، وقد بدأ الإلقاء بـ:

– الفصل الحادي عشر وقد قام العبد لله بإلقائه ^^ بذلتُ جهدي في تحسين الإلقاء فعلاً هذه المرة وأحسبني قمت بعمل جيد ^^"

 

Zangetsu1219

– الفصل الثالث وكان بإلقاء ريم (وكان لإلقائها أثر أكبر بصراحة ^^)

 

Zangetsu1224

– الفصل الثامن عشر بإلقاء حاتم-كون ^^

 

بعد ذلك تحدث طارق باختصار عن أهم المواضيع في الكتاب، ثم سأل كلاً ممن قرأوا الكتاب عن آرائهم فبدأ بسؤالي، وكان رأيي أن كتابة ريم بها قدر كبير من التلقائية مع الحفاظ على جمال الأسلوب إلا أن الكتاب يحتوي بعض مواضيع مكررة إلى حد كبير (الحجاب – الفرق بيننا وبينهم إلخ..) ثم جاء رأي سالي-سان موافقاً لرأيي تقريباً، وكان ما رأته الدكتورة تيسير – من خلال قراءتها للكتاب- أن شخصية البطلة المصرية تسري في دمها وتكوينها أو كما قالت (في الجينات) وهو ما بدا من خلال حوارات البطلة وأفكارها وذكرياتها الدائمة عن مصر.

 

بعدها تقدم طارق بسؤال لريم عن الفترة الزمنية التي بدأت فيها الكتابة الأدبية، فأجابت أنها بدأت بالكتابة منذ سن 6 أو 7 سنوات (ولا أرى هذا غريباً بصراحة ^^) كما كانت تصمم مجلات متواضعة ذات مواضيع محددة في فترة الطفولة، ثم بدأت بعد سفرها لأيرلندا بكتابة خواطر ونصوص متنوعة. تحدثت كذلك عن بعض الجوائز الصحفية والأدبية التي ربحتها وعن مجالات عملها في الصحافة في الوقت الحالي، كما أخبرت أن فكرة النشر كانت فكرة والديها منذ البداية.

 

Zangetsu1226

بعد ذلك أدلى محمود شعبان برأي مطول أذكر منه أنه معجب جداً بكتابة ريم إلا أنه يرى أنها (رسمية Formal) بعض الشئ.

ثم عاد طارق ليسأل ريم عما إذا كانت تخطط لكتابة أعمال قادمة فأفادت بأنها لا تنوي كتابة أعمال أدبية جديدة قريباً، كما سألها عن سبب إنضمامها لكلية الإعلام (ولا أذكر الإجابة بصراحة.. آسف ^^")

 

Zangetsu1227

بعدها استمر أعضاء الصالون ي الإدلاء برأيهم، فأبدى أبو سنة إعجابه بالإلقاء ورأى أنه يليق على طبيعة النص، وكان رأي أحمد السيد سعيد أن شكل كتابة ريم صحفي إلى حد ما، وأنه يميل للكتابة الخيالية أكثر إلا أنه يرى كتاب ريم جيداً. بعدها أدلى طارق برأيه (ولا أذكره كذلك ^^")، وأبدت الدكتورة ميريهان إعجابها بنصوص ريم التي استمعت إليها وذكرت أنها تتفهم ظروف البطلة لأنها مرت بظروف شبيهة نوعاً، وأعجبت غادة محسن بتمكن ريم من تجريد شخص آخر من شخصها هي نفسها وجعلها بطلة المذكرات (وهي نقطة أراها جيدة فعلاً ^^)

 

Zangetsu1228

بعد ذلك أدلى الأستاذ وسيم المغربي برأي مطوّل دقيق في كتاب ريم، مشيراً أنه لا يصح التعامل مع حنان بطلة المذكرات على أنها ريم نفسها، وخاض مع أحمد السيد نقاشاً حول هذه النقطة، ورأى في سياق حديثه أن الكتب عبارة عن مجرد تدوين لبعض أحداث دون حس أدبي فتدخل طارق مشيراً إلى كتاب ابن عساكر الضخم الذي سجل فيه تاريخ دمشق في فترة طويلة جداً بجلوسه على بوابة مدينة دمشق وتسجيله لاسم كل داخل وكل خارج (!). كذلك ناقش الأستاذ وسيم مجدداً نقطة تكرار قوالب أو (أكليشيهات) معينة في الكتاب مثل الحديث عن حب الوطن ونقطة الحجاب والتربية إلخ.. ودار نقاش بينه وبين الدكتورة تيسير والدكتورة ميريهان عن هذه النقطة بالتحديد، خلصنا منها إلى أن تكرار ذِكْر ريم لمشكلة الحجاب كان بسبب تأثير هذه المشكلة الشديد عليها بحكم سنها في تلك الفترة لا أكثر. تحدث منتصر أثناء نقاش الأستاذ وسيم عن تجربته في تصحيح الكتاب كذلك.

 

Zangetsu1232

أدلى الدكتور عمرو الساهري برأيه في الكتاب باختصار ذاكراً أن ريم تأثرت في أجزاء عديدة بلهجات العرب الذين صادقتهم في الغربة فكتبت العديد من العبارات بلهجات أهل بلادها كما هي، كما أنه يرى أن ريم تحتاج للمزيد من القراءة والثقافة حسب قوله. كذلك أدلى محمد عادل غريب برأيه فقال أنه يرى أن ريم كاتبة (معجزة) وأنه معجب جداً بالكتاب ^^

 

Zangetsu1233

بعد ذلك ألقى طارق آخر مقطع من الكتاب كان فيه حديث ذكريات وحنين متخيّل بين البطلة وبين مصر، ثم ألقت ريم نفسها خاطرة من تأليفها لا اسم لها تلاها تصفيق حاد واستحسان شديد من جميع الموجودين مع تعليقات على الخاطرة بأنها (راقية جداً) وأن فيها تأثراً ما بكتابات الأستاذة غادة السّمان.

بعد ذلك تحدثت حاتم عرفة عن تصميمه لغلاف الكتاب فقال أنه في البداية لم يجد قبولاً لفكرة أن يقوم بتصميم الغلاف لظنه أن الكتاب فكرته عادية وتقليدية، إلا أنه غيّر رأيه تماماً بعد قراءة الكتاب فصمم الغلاف بحيث يكون معبراً عن مضمون الكتاب في أقل وأبسط وأجمل عناصر ممكنة ^^

 

في نهاية الجلسة تقدمت ريم بشكر جزيل للجميع على حضورهم وأبدت سعادة كبيرة بحضورها في الصالون، وقام العزيز حاتم بالتقاظ صورة جماعية للكل قبل المغادرة ^^ (أنتظر منه إرسال نسخة من الصور على الفيس بوك بالمناسبة ^^)

وبذلك انتهت جلسة الصالون لهذا الأسبوع على خير والحمد لله :)

 

كانت الجلسة هذا الأسبوع ممتعة فعلاً وعامرة بالنقاش الهادف وبالشخصيات الجديدة الرائعة التي تعرفنا عليها وشرفتنا بالحضور اليوم فعلاً، كما كانت النصوص الملقاة ممتعة فعلاً وتحمل إحساساً عالياً راقياً في أغلبها خاصة الخاطرة الأخيرة ^^ فقط كانت الجلسة تفتقر لبعض الهدوء في بعض الأوقات بصراحة ^^

 

أشكر جميع من حضروا اليوم فعلاً، وأشكر كل من شارك برأي أو ناقش أو ألقى بنص هذا اليوم، والجميع على كل شئ :)

 

شكراً..

 

محمد الوكيل

نور يخترق الظلام..!

بسم الله الرحمن الرحيم

light to lighten the darkness

راقب الحالة العامة حولك عزيزي، وربما سيؤسفك ما ترى.. ظلام في كل مكان، ليس الظلام الناتج عن انعدام الضوء المادي، وإنما ظلام في الوجوه والعقول وداخل القلوب..! تحدث مع زملائك –بمناسبة اقتراب موسم الاختبارات- ولسوف تجد في وجوههم وكلامهم أثر الظلام الذي أحدثك عنه، تشاؤم لعين وتوقع لأصعب الاختبارات وأسوأ الدرجات دائماً.. اقرأ الرسائل الشخصية لأصدقائك على الفيس بوك وتويتر والمسنجر، وغالباً لن يختلف الحال كثيراً.. ستجد الكثير من اليائسين من أن يعتدل أي حال، الذين لا ينتظرون من غد سوى المزيد من السوء، الذين يظنون الظلام والفساد سيدومان إلى الأبد وسينتصران، فإن سألتهم عن السبب سيعددون لك الدليل على كلامهم هذا من فساد سرطاني ومرض وفقر وجوع، وسيطرة للقوي المتجبر على صاحب الحق سواء في بلادنا أو فيما حول المسجد الأقصى، ثم تراهم يعقدون مقارنات سخيفة بين حالنا وحال الدول المتقدمة كأنما هم مخلوقون من تراب الذهب!! ستجد كل هؤلاء يائسين، خاضعين، مظلمي الوجوه والقلوب والأرواح بشكل مخيف، لا ينتظرون سوى المزيد من الظلام ولا يفعلون سوى السب واللعن والمزيد من اللعن كأنما حلّ اللعن مشكلة أو حرك ساكناً..!

 

لكن.. رغم كل هذا ورغم كل شئ.. أرجوك لا تفقد الأمل..! لا تفقد الأمل ولا تغمض عينيك من بصيص النور في بحار الظلمات.. لاحظ أن العين البشرية تستطيع رؤية أضعف ضوء من مسافة كيلومتر، وكذلك روحك! فقط لا تغمضها عن ضوء الأمل.. فإن لم تجد نوراً فكن أنت النور!

نعم، كن أنت النور الذي يخترق الظلام! لا تدع الظلام يسيطر من حولك، بل تحرك.. انشط.. اقضِ على الفساد.. إن وجدتَ جائعاً فأطعمه، إن وجدتَ فاسداً أو مائلاً فأصلحه ولا تسكت عليه فالسكوت موت.. ابدأ بنفسك، انتزع بيدك الظلام من داخلك، لا تسمح لليأس أن يحتل ولو قطرة من روحك.. أرجوك، لا تتلذذ باليأس فهو تفاحة مسمومة.. لم يقتل الأمل أحداً وإنما اليأس هو من يفعل..!

توقف عن عقد المقارنات بينك وبين غيرك! كفاك كسلاً وجبناً!! غيرك لم يُخلق ناجحاً.. غيرك نجح وانتصر لأنه عاش بالأمل والعمل! اليائس ليس إلا كائناً هلامياً كسولاً لا يريد أن يتحرك ولا يريد هذا من غيره..

 

تحول جسداً وروحاً إلى شعاع نور قوي يضئ ما حوله دون توقف.. أضئ طريقك بيدك ولا تنتظر أن يعتدل الحال من تلقاء نفسه ولا تنتظر هذا من أحد بل ابدأ بنفسك ويد الله ستكون معك.. أضئ الطريق لكل الناس حتى يغيروا واقعهم الكئيب إلى ما يريدونه.. فإن انتهت حياتك قبل أن تصل لما تريد فعزاؤك الوحيد أنك كنتَ شعاع نور لغيرك ليكملوا ما بدأت به..! لاحظ أن أحداً من العظماء الذين غيروا العالم لم يفعل هذا وحده، وإنما بأن بدأ بنفسه وتغيّر وغير فيمن حوله، وهم تابعوا طريقه حتى من بعده، حتى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعش ليبلغنا شرعه الكريم بلسانه، وإنما فعل ذلك صحابة كرام ورجال حقيقيون حملوا اللواء حتى وصل إلينا.. تفاعل تسلسلي وكثير من الأمل في غد أفضل، لا أكثر!

هكذا بدأت حياة البشرية، بدأت بأمل صغير في جعل الحياة أفضل، تحول إلى عزيمة فحركة فعمل فنجاح.. ربما لا تدرك ذلك، لكن إن دققت النظر ستجد أن كل اختراع وكل وسيلة رفاهية حولك بدأت بأمل.. أمل في صنع حياة رائعة لمن هم قادمون في زمن قادم!

 

قالها قبلي كونفوشيوس وسأبقى أرددها: أشعل شمعة بدلاً أن تلعن الظلام..! وحتى هذه العبارة لم تصل إلينا إلا بالأمل في أن يخترق النور حجب الظلام..!

 

شكراً..

 

محمد الوكيل

عن الحنين.. أتحدث!

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم كان لي لقاء آخر مع الأستاذ عادل عصمت في اتحاد الكُتّاب كعادتي لأتبادل معه أطراف الحديث، وبينما نحن على ذلك تحول حديثنا إلى محاولة لجمع شظايا ذكريات ماضٍ بعيد بالنسبة له قريب بالنسبة لي، أقصد ماضي مدينتي العزيزة، طنطا ^^

حينها.. اجتاحتني موجة من حنين مفاجئ.. حنين إلى ذكريات قريبة قليلة وأخرى بعيدة كثيرة..

قريبة هنا في طنطا، بيت جدتي رحمها الله ومنزلنا هذا أيام إعداده للسكن ثم مدرسة الشروق الإبتدائية فالجيل المسلم الإعدادية فطنطا الثانوية، حين بدأت أفكاري وأحلامي اليانعة النضرة بالنضوج ببطء في البداية ثم بسرعة ثابتة.. أيام مجلات ميكي وماجد ورجل المستحيل وملف المستقبل وما وراء الطبيعة، حفظي لبعض سور القرآن العظيم في الجامع جوار بيتنا ثم جامع الغفران على بعد خطوات.. حلول الكمبيوتر ضيفاً على بيتنا لأول مرة ومحاولاتي المستمرة لإدخال الإنترنت إليه والتي انتهت بكابل (دي إس إل) كمكافأة نجاحي في الثانوية.. تزايد وتنوع قراءاتي، وبدايتي الحقيقية مع الأدب بلقائي مع الرائع د. أحمد خالد توفيق وبمساعدة العزيز أحمد جلال.. بداية متابعتي الفعلية للأنيمى الياباني ثم ترجمتي له.. ثم هناك أصدقاء وإخوان أعزاء عرفتهم في كل فترة، افترقتُ عن بعضهم لأجل مسمى وما زلتُ بجوار كثير منهم إلى الآن..

 

أما البعيدة فلا يعرفها الكثيرون إلا بعضهم المقربون، ذكرياتي في محبوبتي مدينة رسول الله، حيث ولدتُ وقضيت طفولتي..! هي ذكريات عزيزة على قلبي، صارت بعيدة الآن لكن طيفها ما يزال مقيماً في قلبي يصحو من حين لآخر فيصحو معه حنيني الحقيقي إلى حيث ولد القلب وكَبُر.. :)

 

بداية وعيي على الدنيا في منزلنا بحيّ العوالي، وعيتُ لأجد نفسي أركض بخطوات دقيقة طَموح بين حجرات المنزل.. مدرسة أختي الكبرى، كتب أختي التي كانت حروفها أول ما أقرأ في حياتي هي والقرآن الكريم.. ابتسامة أمي الفرحة بي حين أقرأ أمامها الكلمات بوضوح كامل مع أني لم أدخل المدرسة ولم أتعلم القراءة والحروف إلا سماعاً وإطلاعاً من مذاكرة أختي..! ثم منزلنا الآخر في حيّ الزاهدية، الجدران البيضاء كقلب الأم والباب الصغير و(القعدة) العربي، غرفة الألعاب والتلفاز الضخم والرسوم المتحركة الخالدة والمسلسلات الأجنبية والمصرية التي لم أملها مع كثر المشاهدة..

ثم ذلك المسجد الأبيض الشاهق العظيم، مسجد حبيبي ونور عيني سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. :) المسجد مترامي الأطراف حتى لتكاد تضل طريقك داخله.. البشر من كل شكل ولون، الأبيض والأسود والأحمر، ذو الجلباب وذو القميص والبنطال وذو اللحية وعديمها.. السجاد الناعم الدافئ والأعمدة الرخامية البيضاء اللطيفة الحنون، صوت الأذان يتردد في أذنيّ بينما أسير إلى جوار أبي (رحمه الله) إلى باب المسجد أو إلى حيث القبر الشريف.. مرتي الأولى في السلام عليه (صلى الله عليه وسلم)، لم أفهم يومها أمام من أقف، ويا ليتني فهمت..! الآن فقط أشعر أنها أكبر خسارة في حياتي، فيا ليت شِعْري أراه ثانية وأسلم عليه وأقيم إلى جواره الشريف بين قبره ومنبره..

مسجد قباء، مساجد المدينة، شوارعها وأسواقها حيث كنتُ أجول مع أمي في ملل أندمُ عليه الآن.. منطقة العِنَبيّة تلك التي كنتُ أكرهها وأملّها، وحين سمعت أنهم هدموها كلها تحسرتُ على ماضٍ رحل ولن يعود وتمنيتُ لو يعود يوم واحد من تلك التي كنتُ أملّها..! سوق العطارين حيث لا تتوقف آيات الذكر الحكيم عن التردد، ولا تتوقف الروائح الزكيّة للعطارة عن التدفق.. حديقة الوادي وحديقة المجد حيث كان ملعبنا وحفلات شوائنا ولعبنا ومرحنا وتحدياتنا مع أصدقاء مصريين أعزاء.. وأخيراً رحلات الطيران بين المدينة والقاهرة، وآخرها كان من المدينة للقاهرة، يومها فرحنا بعودتنا إلى مصر نهائياً ثم عدنا بعدها ببضع سنوات نكاد نعض أصابعنا ندماً على فرحنا ذاك..!

 

ذكريات بعضها بعيد وبعضها قريب، لم يبق من أيّ منها سوى أطياف زائرة من حين لآخر، وبعض صور هنا وهناك، وكلمات ضاحكة من أخواتي وأمي من حين لآخر، وكلماتي هذه..!

لم أكتب هذا كله إلا لأحبس لحظات الحنين تلك على الورق، عساي أعود إليها يوماً فيما بعد فأبتسم.. أو أبكي..

 

شكراً..

 

محمد الوكيل

ملامح حزينة..

بسم الله الرحمن الرحيم

 

** ملامح حزينة..

هو قاص ومترجم بارع لم يصر كذلك إلا بعد خبرة سنوات طوال تركت أثرها في تجاعيد وجهه وشعره المنحسر.. التقيته صدفة في الشارع فصافحني بابتسامة عريضة لم تخفِ ملامحه الحزينة.. أهداني نسخة من مجموعته القصصية الجديدة ثم هز رأسه محيياً ورحل سريعاً قبل أن أتساءل في نفسي عن سر الحزن في ملامحه..

وبينما أمشي فتحت الصفحة الأولى من المجموعة لأقرأ الإهداء: (إلى زوجتي الراحلة: حتى نلتقي).. حينها ظهر لي السر، وعرفتُ أن مرور السنين والأحداث أبداً لن يمحو تلك الملامح الحزينة..

 

محمد الوكيل

الصالون الأدبي الطنطاوي الرابع والعشرون – مناقشة ديوان (إلى الآنسة سالازار) للشاعر خالد سليم

بسم الله الرحمن الرحيم

ويتجدد اللقاء وتتجدد الفائدة والمتعة الأدبية الراقية مع جلسة جديدة ومميزة وممتعة جداً من الصالون الأدبي الطنطاوي، اللقاء الطنطاوي الأشهر الذي يجمع شباب الكُتّاب والمدونين الطنطاويين ومن مختلف أنحاء الدلتا، حيث عُقدت اليوم الأربعاء 24 مارس 2010 الجلسة الرابعة والعشرون من الصالون (شوفوا المصادفة! الجلسة 24 في يوم 24! :D) وقد عُقدت هذه المرة استثنائياً في كافيتريا كافيه أوليه بشارع كفر عصام أمام مدرسة أم المؤمنين الثانوية.

كان موضوع الجلسة اليوم مناقشة ديوان الشعر (إلى الآنسة سالازار) للشاعر الشاب والصديق والزميل خالد محمد سليم، وهو ديوان إلكتروني متميز وناضج نُشر مؤخراً على الشبكة.

 

Zangetsu1182

الشاعر خالد سليم

 

وقد حضرنا اليوم من شباب الكُتّاب والمدونين والقراء (غير العبد لله طبعاً): خالد سليم وأحمد منتصر وأحمد رسلان ومحمد السيد أبو سنة وأحمد عبد الرحيم والأخوات غادة ورانيا محسن والأخت والزميلة ميريهان محمد كاتبة المقال البارعة، وشرفنا بالحضور للمرة الأولى الصديق العزيز أحمد السيد سعيد (ليو ^^) طالب الصيدلة والقارئ المتميز، ومحمود شعبان (حمد الله على السلامة ^^) والزميل أحمد عزمي والدكتور محمد السواحلي خريج طب الأزهر والشاعر الشاب والدكتورة علياء أحمد الشاعرة وطالبة الصيدلة.. تغيّب عنا اليوم العديد من الحاضرين الدائمين للأسف أهمهم طارق عميرة (ذات نفسه!) وأحمد جلال وعمر هشام وسارة درويش وسالي علي والأستاذة بسنت مصطفى وغيرهم >.<

 

المهم.. في إيجاز أعرض لكم أحداث صالون اليوم مرفقة بصور بعدسة هاتفي زانجتسو (نوكيا إن 95 ^^) "شكر خاص لمونتي لمساعدته في التصوير ^^" :

 

Zangetsu1187

صورة سريعة أثناء الصالون يظهر فيها من اليمين أحمد رسلان وأحمد السيد سعيد وخالد سليم ومحمد أبو سنة والدكتورة ميريهان محمد والأخوات غادة ورانيا محسن ومحمود شعبان وأحمد عبد الرحيم (إحم.. قبعته فقط للدقة :D). بدأت الجلسة اليوم عند الساعة الرابعة والنصف تقريباً متأخرة بعض الشئ بسبب تأخر خالد نفسه، وقد قام العبد لله بإدارة الجلسة هذه المرة بالنيابة عن طارق >.<

 

Zangetsu1184

Zangetsu1183 

بدأتُ بسؤال سريع لخالد عن معنى اسم الديوان (سالازار) فأجاب بأن القصيدة الأساسية عنوان الديوان كانت موجهة لصديقة لاتينية بهذا الاسم، مع أن اسم القصيدة الفعلي كان (إلى صديقة لاتينية) إلا أنه جعل عنوان الديوان هكذا لكونه جذاباً للقراءة لا أكثر ^^ ثم طلبتُ من كلٍ التعريف بنفسه في سرعة، ثم استمر خالد بالحديث عن الديوان فتحدث عن غلافه الذي صممه (عمر همّام) وتعمد جعله بسيطاً جداً، ثم عن الأشخاص في حياته من أصدقاء وأساتذة ممن دعموه وساندوه في مشواره الشِعري (لا أذكر أسماء في الحقيقة ^^")، وذكر في سياق حديثه معلومة مهمة وهي أن هذا الديوان الإلكتروني لا يعد تجربة للنشر بقدر ما هو (جس لنبض) القراء والناقدين بالنسبة لأعماله الشعرية! ^^

 

بعدها طلبتُ من خالد إلقاء قصيدة يختارها من الديوان فاختار القصيدة الرئيسة (إلى صديقة لاتينية) والتي لاقت إعجاباً شديداً ظهر من تعليقات الحاضرين على القصيدة وعلى الديوان ككل، فأثنت الدكتورة ميريهان وغادة محسن على الديوان وعلى القصيدة بالذات، بينما أكدت رانيا محسن على وجود مشكلة في توازن بعض المقاطع على حد تعبيرها، فرد خالد على هذه النقطة بأنه كان يباعد بين القوافي متعمداً في بعض المقاطع، وبأنه في القصيدة الأولى في الديوان (على الطريق مقبرة) حاول جعل موسيقى القصيدة جنائزية حتى تناسب جوها، كما أشار إلى أنه ينتمي بشكل كبير إلى مدرسة الشعر العمودي الموزون المقفى، فربما يكون ذلك هو السبب في عدم إتقانه التوازن في بعض القصائد، فتدخل حينها أحمد السيد بقوله أن الشاعر –في الشعر الحر- يملك كامل الحرية في اختيار القافية وتوزيعها كيفما شاء (وأسهب في حديثه بصراحة :D)، ثم علق محمود شعبان بالإثناء على القصيدة (وإن كان لم يقرأ الديوان بعد) وسأل عن معنى اسم الديوان ^^"

 

Zangetsu1189

د. محمد السواحلي

تلاه رسلان بقوله أنه لم يقرأ الديوان بعد وإن كان يرى الديوان تجربة جديدة وجيدة تستحق التشجيع، كما استفسر عن سبب اختيار صورة الغلاف تلك للديوان (ولا أذكر الإجابة بصراحة ^^" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه!)، بعده تقدم أحمد السيد برأي طويييييييييل عن الديوان قائلاً بأن شعر خالد ينتمي إلى مدرسة الشعر الحر الحديث والتي من روادها صلاح عبد الصبور، وأن خالد متأثر في شعره بالعظيم أمل دنقل، ثم أثنى على نقاط عديدة في ديوان خالد. تلاه محمد أبو سنة بقوله أنه يجد في شعر خالد أفكاراً جديدة وأنه معجب بالقصيدة جداً ^^ ثم تلاه الدكتور محمد السواحلي برأي تفصيلي خبير لا أذكره كذلك (آسف جداً!) وأخيراً الدكتورة علياء بتأكيدها على أن خالد شاعر ذو طابع خاص مختلف عن غيره تماماً رغم قلة إنتاجه، وأنه لا يكرر أحداً وإن كان متأثراً ببعض الشعراء العظماء إلا أن هذا لا يؤثر على أسلوبه الخاص.

 

بعد ذلك ألقى خالد قصيدة (على الطريق مقبرة) والتي تلاها تصفيق حاد من الجميع مع تعليق من الدكتورة علياء على إعجابها بتعبير (السواد الذي يرتدي النسوة العابسات)، وكذلك على استعمال خالد لبعض الصور المركبة وما إذا كان ذلك سيؤثر على انتباه وانجذاب القارئ للقصيدة، فأجاب خالد بأن ذلك متوقف على القارئ نفسه وأنه يحتاج منه إلى بعض تركيز لفهم الصور المختلفة في القصيدة. بعدها علق الدكتور السواحلي على كلمة (العابسات) في القصيدة وذكر أن العبوس قد يدل على أي انفعال سلبي آخر كالغضب والحقد، فرددتُ عليه والدكتورة ميريهان بأن جو القصيدة يفسر المقصود من العبوس، إلا أنه ما زال يرى أنه كان من الأفضل استبدال كلمة أخرى أكثر دقة بها.

 

Zangetsu1190

Zangetsu1191 

بعد ذلك ألقى خالد قصيدة قصيرة بعنوان (غاية الكرسي) ثم قصيدة طويلة باسم (رؤوس معلقة على حائط المبكى) اختتم بهما القسم الأول من الجلسة لهذا الأسبوع.

بعد ذلك بدأت الفقرة الثانية والأخيرة من الجلسة وهي فقرة إلقاء الأعمال، وكان فيها هذا الأسبوع عملان فقط هما:

 

Zangetsu1192

Zangetsu1193 

– قصة قصيرة بعنوان (خصلة نيروز) لمحمد أبو سنة بإلقاء أحمد السيد سعيد. علّق الدكتور السواحلي على كثرة الأخطاء اللغوية في القصة موضحاً أنها قد تكون مشكلة حقيقية في حالة التقدم بأعمال للمسابقات الأدبية! كما ذكر أن القصة جيدة وإن كان بها تطويل لا داعي له كما أنها غير واقعية إلى حد كبير. كذلك علق أحمد السيد على نقطة الطول تلك، كما رأى أن تقنية القصة بحاجة إلى تعديل وأن تصوير المشاعر في القصة مبالغ فيه وطويل دون داعٍ.. لا أذكر باقي الآراء بصراحة إلا أنها تنوعت لين الاستحسان المتردد وعدم الإعجاب! ^^"

 

Zangetsu1194

– أخيراً مقال جديد لرحيم بعنوان (شعور بالتمرد)، علق العديد من الحاضرين على أسلوب المقال الصادم إلى حد ما والذي يحمل قدراً كبيراً من التمرد على كثير من الأشياء العظيمة والجميلة في الحضارة الإنسانية، وكذلك من ظهور لا مبالاة واضحة بالعالم وبما يحدث فيه الآن من كوارث (فحاضرنا كان مستقبل آباءنا) حسب تعبير رحيم! إلا أن الدكتورة ميريهان والدكتور السواحلي أكدا في كلامهما على أن هذا منطق غير صحيح فلا يصح أن يسبب الإنسان ضرراً لما حوله لمجرد أنه يريد التمرد على قوانين قديمة! إلا أن صاحب الكافيتريا (نعم صحب الكافتيريا! تخيل! D) علق بقوله أن ما يراه رحيم في هذا المقال هو بالتأكيد وجهة نظر أي شخص في مكانه يشعر بالغضب من أفعال سابقيه ويرغب في التمرد عليها، ففي تلك الحالة سيكون ذلك الشخص متشائماً ينظر إلى نصف الكوب الفارغ وحسب..!

 

بعد مقال رحيم انتهت جلسة هذا الأسبوع على خير والحمد لله!

 

بصراحة، كانت جلسة اليوم ممتعة جداً وحوت مجموعة نقاشات وحوارات وأفكار جديدة ومفيدة، كما استمتعنا جميعاً بروعة شعر خالد سليم الشاعر البارع جداً، وتعرفنا على زملاء جدد في الصالون شرفنا حضورهم ووجودهم وهم الدكتور السواحلي والدكتورة علياء أحمد وأحمد السيد سعيد وأحمد عزمي، و –بالطبع- العزيز خالد سليم!

 

أشكر فعلاً كل من حضر هذا اليوم ومن لم يحضر كذلك وألتمس لهم العذر، وأعتذر عن أي تقصير بدر مني في إدارة الجلسة اليوم ^^"

وها قد انتهت صفحت أخرى من كتابي، كتاب الظلال ^^

 

شكراً..

 

محمد الوكيل